بسم الله الرحمن الرحيم
قال الملك :
أيّها الشـيخ العالم! اختلف الحاضرون في القوم الّذين يطعن عليهم الشـيعة ؛ قال بعضهـم : يجـب الطعـن عليـهم ؛ وقال الآخـرون : لا يجب ولا يجـوز ؛ فما عنـدك؟
قال ابن بابويه :
أيّهـا الملك! إنّ الله تعـالى لم يقبـل من عبـاده الإقـرار بتوحيـده حتّى ينفوا كلَّ صنم وآلهـة عُبـد من دون الله [ألمْ تَـرَ أنّـا أُمرنـا أن نقول : لا إله إلاّ الله ، فـ «لا إله» نفيُ كلِّ إله عُبِـد من دونـه ، وقولـه : «إلاّ الله» إثبـاتٌ لله عزّ وجلّ](١)؟!
ولـم يـقـبـل مـنـهـم الإقـرار بـنـبـوّة محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم) حـتّى يـنـفـوا كـلَّ مـتـنـبّـئ فـي زمـانـه ، مـثـل مسـيلمة الكـذّاب(٢) وسـجـاح(٣)
__________________
(١) ما بين المعقوفتين أثبتناه من نسـخة البحراني.
(٢) مسـيلمة بن ثمامة بن كبير بن حبيب الحنفي ، أبو ثمامة ، متنبّئ ، من المعمّرين ، وفي الأمثال «أكذب من مسـيلمة» ، نشـأ باليمامة بقرب العيينة بوادي حنيفة ، ادّعى النبوّة في سـنة ١٠ هـ ، وقتل سـنة ١١ هـ ، عند ردّة أهل اليمامة ، قتله أبو دجانة الأنصاري ، وقيل غيره ، وأخباره مشـهورة معروفة.
انظر : السـيرة النبوية ـ لابن هشـام ـ ٥ / ٢٧٠ ، فتوح البلدان : ٩٧ ، السـيرة النبوية ـ لابن حبّان ـ : ٤٣٦ ، تاريخ الطبري ٢ / ٢٧٥ ، البدء والتاريخ ٢ / ١٩٥ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٢١٨.
(٣) سـجاح بنت الحارث بن سـويد بن عقفان التميمية ، من بني يربوع ، ادّعت النبوّة