٣٣٦ ـ ومن برهانه : أنّه طول ما لقى من الحروب مع رسول الله (صلىاللهعليهوسلم) ، لم يبارز أحدا إلّا ظفر به ، ولا جرح أحدا إلّا مات ولم يخرج في حرب إلّا وهو ماش طول الدّهر بغير جنّة إلى العدوّ.
٣٣٧ ـ ومن عجائبه : نزول الرّاهب بكتابه يقرأه على النّاس من كتب النّبوّة يخبر عن إمامة وعن وجوب متابعته ، وعلمه وحلمه وكماله (١).
__________________
= الصّخرة على الماء فاجتهدوا في قلعها فما زالت عن موضعها فأجتمع القوم وجهدوا في تحريكها فلم يجدوا إلى ذلك سبيلا واستصعبت عليهم ، فلمّا رأى ذلك لوى رجله عن سرجه ثمّ حسر من ساعده ووضع أصابعه تحت جانب الصّخرة فحركها بيده ووضعها حيث كانت والرّاهب ينظر من فوق دير فنادي يا قوم فأنزلوني فوقف بين يدي أمير المؤمنين فقال : يا هذا أنت نبيّ مرسل؟! قال : لا. قال : فملك مقرّب. قال : لا. فمن أنت؟ قال : أنا وصيّ رسول الله محمّد بن عبد الله خاتم النّبيين «ص» قال : أبسط يدك أسلم على يدك فبسط أمير المؤمنين والرّاهب أسلم على يده.
(١) وقال أبو الفضل نصر بن مزاحم بن سيّار المنقري المتوفّى (٢١٢) في كتابه : وقعة صفّين (صلىاللهعليهوسلم) ١٤٧ : عمر بن سعد ، حدّثني المسلم الملّائي ، عن حبّة ، عن عليّ ، قال : لمّا نزل عليّ الرّقة بمكان يقال له بليخ على جانب الفرات ، فنزل راهب هناك من صومعة فقال لعليّ : إنّ عندنا كتابا توارثناه عن آبائنا ، كتبه أصحاب عيسى بن مريم ، أعرضه عليك. قال عليّ : نعم فما هو؟ قال الرّاهب :
بسم الله الرّحمن الرّحيم الّذي قضى فيما قضى ، وسطّر فيما سطّر ، أنّه باعث في الأمّيين رسولا منهم يعلّمهم الكتاب والحكمة ، ويدلّهم على سبيل الله ، لا فظّ ولا غليظ ، ولا صخّاب في الأسواق ، ولا يجزي بالسّيئة السّيئة ، ولكن يعفو ويصفح ، أمّته الحمّادون