٣٣٨ ـ ومن دلائلِهِ قَوْلُهُ يَوْمَ الْجَمَلِ : قَدْ أُمِرْتُ بِقِتَالِ النَّاكِثِينَ وَالْمَارِقِينَ وَالْقَاسِطِينَ ، فَالنَّاكِثُونَ : الزُّبَيْرُ وَطَلْحَةُ وَمَنْ تَابَعَهُمَا ، وَالْمَارِقُونَ : عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ الرَّاسِبِيُّ صَاحِبُ الْخَوارِجِ وَمَنْ تَابَعَهُ ، وَالْقَاسِطُونَ مُعَاوِيَةُ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَأَصْحَابُهُمَا (١).
__________________
= الّذين يحمدون الله على كلّ نشز ، وفي كلّ صعود وهبوط ، تذلّ ألسنتهم بالتّهليل ، والتّكبير ، والتّسبيح ، وينصره الله على كلّ من ناواه ، فإذا توفّاه الله إختلفت أمّته ، ثمّ اجتمعت ، فلبثت بذلك ما شاء الله ، ثمّ اختلفت ، فيمرّ رجل من أمّته بشاطئ هذا الفرات ، يأمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر ، ويقضى بالحقّ ، ولا يرتشى في الحكم. ألدّنيا أهون عليه من الرّماد في يوم عصفت به الرّيح ، والموت أهون عليه من شرب الماء على الظّماء ، يخاف الله في السّر ، وينصح له في العلانية ، ولا يخاف في الله لومة لائم. من أدرك ذلك النّبيّ صلىاللهعليهوسلم من أهل هذه البلاد فآمن به كان ثوابه رضواني والجنّة ، ومن أدرك ذلك العبد الصّالح فلينصره ، فإنّ القتل معه شهادة.
ثمّ قال له : فأنا مصاحبك غير مفارقك حتّى يصيبني ما أصابك ؛
قال : فبكى عليّ ثمّ قال : الحمد لله الّذي لم يجعلني عنده منسيّا ، الحمد لله الّذي ذكرني في كتب الأبرار. ومضى الرّاهب معه ، وكان ـ فيما ذكروا ـ يتغدّى مع عليّ ويتعشّى حتّى أصيب يوم صفّين ، فلمّا خرج النّاس يدفنون قتلاهم ، قال عليّ : اطلبوه. فلمّا وجدوه صلّى عليه ودفنه ، وقال : هذا منّا أهل البيت. واستغفر له مرارا.
(١) قال الخوارزمي في مناقبه (صلىاللهعليهوسلم) ١٢٥ : أخبرني سيّد الحفّاظ أبو منصور شهردار بن شيروية بن شهردار الدّيلمي فيما كتب إليّ من همدان ، أخبرني الشّيخ العالم محى السنّة أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة ، أخبرني أبو الحسين أحمد بن