قُلْتُ لِحُذَيْفَةَ : أَيْنَ عَلِمْتَ أَسْمَاءَ الْمُنَافِقِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ (صلىاللهعليهوسلم)؟ قَالَ : بَيْنَا أَنَا فِي الْحَجِيجِ مَعَ رَسُولِ اللهِ لَيْلاً ، إِذْ أَنَا بِرَكْبِ الْمُسْلِمِينَ ، يَقُولُونَ : إِذَا أَتَيْنَا الْعَقَبَةَ فَعُقْنَا (١) بِنَاقَتِهِ فَيَقَعُ عَنْهَا فَنَدُقُّ عُنُقَهُ فَنَسْتَرِيحُ مِنْهُ ، فَلَمَّا سَمِعْتُ ذَلِكَ ، أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ (صلىاللهعليهوسلم) وَكَانَ نَائِماً جَعَلْتُ أَقْرَأُ وَأَرْفَعُ صَوْتِي حَتَّى اسْتَيْقَظَ فَقَالَ مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ : أَنَا ، قَالَ : مَا شَأْنُكَ؟ فَقُلْتُ : سَمِعْتُ فُلَاناً وَفُلَاناً وَفُلَاناً يَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا ، فَقَالَ : إِنَّ فُلَاناً وَفُلَاناً وَفُلَاناً مُنَافِقُونَ ، أَعْدَاءُ اللهِ وَأَعْدَاءُ رَسُولِهِ فَلَا تُخْبِرَنَّ بِذَلِكَ أَحَداً.
٢٦٠ ـ وَرَوَى الْوَاقِدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ الْمَازِنِيِّ ، عَنْ خَلَّادِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ ، قَالَ :
لَمَّا كَانَ رَسُولُ اللهِ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ ، مَرَّ بِهِ بَعْضُ (٢) الْمُنَافِقِينَ وَتَنَاجَوْا أَنْ يَطْرَحُوهُ عَنْ عَقَبَةٍ فِي الطَّرِيقِ ، فَلَمَّا بَلَغَ رَسُولُ اللهِ (صلىاللهعليهوسلم) إِلَى تِلْكَ الْعَقَبَةِ أَرَادُوا أَنْ يَسْلُكُوهَا ، فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللهِ بِخَبَرِهِمْ ، فَقَالَ لِلنَّاسِ : اسْلُكُوا (٣) بَطْنَ الْوَادِي ، وَسَلَكَ رَسُولُ اللهِ الْعَقَبَةَ ، وَأَمَرَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ أَنْ يَأْخُذَ بِزِمَامِ النَّاقَةِ يَقُودُهَا ، وَأَمَرَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ أَنْ يَسُوقَ مِنْ خَلْفِهِ ، فَبَيْنَا
__________________
(١) وفي «ش» فعسنا.
(٢) وفي «ش» : أناس.
(٣) وفي «ح» : أمسكوا.