[بيان ضعف احتجاج القائلين بجواز إعادة المعدوم
على الجواز بالآيات والروايات]
ثمّ إنّه بما
ذكرناه هنا مع ما أسلفناه فيما تقدّم يظهر ضعف احتجاج القائلين بجواز إعادة
المعدوم على الجواز بالآية والحديث ، كقوله تعالى :
(وَهُوَ
الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ
الْمَثَلُ الْأَعْلى فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)
وقوله تعالى : (قُلْ يُحْيِيهَا
الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ).
وقوله تعالى : (كَما بَدَأَكُمْ
تَعُودُونَ).
وأمثال ذلك من
الآيات
وكقول عليّ عليهالسلام : «عجبت لمن أنكر النشأة الاخرى وهو يرى النشأة الاولى».
وأمثاله من
الأخبار ، كما وقع لبعض القائلين بالجواز.
أمّا الاحتجاج
بالآية الاولى ، فلأنّ الاحتجاج بها عليه ، إنّما هو مبنيّ على أن يكون معنى
الأهونيّة في الآية ، هو ما ادّعاه الشارح المذكور تبعا للقائلين بجواز إعادة
المعدوم ، وقد عرفت عدم صحّة هذا المعنى ، ومع ذلك فالآية غير صريحة ولا ظاهرة في
الأهونيّة بهذا المعنى حتّى يجب تصحيحها ، بل يمكن حملها على معنى آخر لا يكون
مؤيّدا للقول بجواز الإعادة ، ولا يكون منافيا أيضا للقول بامتناعها ، وهو حملها ـ
والله أعلم ـ على أنّه إذا جاز بدء الخلق وإنشاؤه ابتداءً من غير مادّة وعن لا شيء
وإخراجه عن كتم العدم ،
__________________