ولا حيث ، فكيف أصفه بكيف وهو الّذي كيَّف الكيف حتّى صار كيفاً ، فعرفت الكيّف بما كيف لنا من الكيف ؛ أم كيف أصفهُ بأينٍ وهو الذي أيَّن الأينَ حتّى صار أيناً ، فعرفت الأينَ بما أيّن لنا من الأيْن ، أم كيف أصفه بحيث وهو الذي حيّث الحيث حتّى صار حيثاً ، فعرفت الحيث بما حيّثَ لنا من الحيث ، فالله تبارك وتعالى داخل في كلّ مكان ، وخارج من كلّ شيء ، لا تدركه الأبصار ، وهو يدرك الأبصار لا إله إلّا هو العليّ العظيم وهو اللطيف الخبير» (١).
د ـ أخرج الصدوق أيضاً عن إبراهيم بن أبي محمود قال : قال عليّ بن موسى عليهماالسلام في قول الله عزوجل : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ* إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) (٢) : «يعني مشرِقة تنتظر ثواب ربّها» (٣).
* * *
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) (٤)
__________________
(١) المصدر السابق ، الحديث ١٤.
(٢) القيامة : ٢٢ ـ ٣٣.
(٣) المصدر السابق ، الحديث ١٩ ، وتعرفت على القرينة القطعية التي يرفع بها الإبهام عن وجه الآية أعني : التقابل فلاحظ.
(٤) سورة ق : ٣٧.