مولاه قنبر. فبعث في طلبه ، فقال له : أنت قنبر؟ قال : نعم ، قال له : ابرأ من دين عليّ ، فقال له : هل تدلّني على دين أفضل من دينه؟ قال : إنّي قاتلك فاختر أيّ قتلة أحبّ إليك ، قال : أخبرني أمير المؤمنين : أنّ ميتتي تكون ذبحاً بغير حقّ. فأمر به فذبح كما تذبح الشاة (١).
٧ ـ كميل بن زياد : وهو من خيار الشيعة وخاصّة أمير المؤمنين ، طلبه الحجّاج فهرب منه ، فحرم قومه عطاءهم ، فلمّا رأى كميل ذلك قال : أنا شيخ كبير وقد نفد عمري ولا ينبغي أن أكون سبباً في حرمان قومي. فاستسلم للحجّاج ، فلمّا رآه قال له : كنت أحبُّ أن أجد عليك سبيلاً ، فقال له كميل : لا تبرق ولا ترعد ، فو الله ما بقي من عمري إلّا مثل الغبار ، فاقض فإنّ الموعد الله عزوجل ، وبعد القتل الحساب. وقد أخبرني أمير المؤمنين أنّك قاتلي ، فقال الحجّاج : الحجّة عليك إذن ، فقال : ذلك إن كان القضاء لك ، قال : بلى ، اضربوا عنقه (٢).
٨ ـ سعيد بن جبير : التابعي المعروف بالعفّة والزهد والعبادة ، وكان يصلّي خلف الإمام زين العابدين ، فلمّا رآه الحجّاج قال له : أنت شقي ابن كسير ، فقال : أُمّي أعرف باسمي منك. ثمّ بعد أخذ وردّ أمر الحجاج بقتله ، فقال سعيد : (وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً) ـ مسلماً ـ (وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (٣). فقال الحجّاج : شدّوه إلى غير القبلة ، فقال : أينما (تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) (٤) ، فقال : كبّوه على وجهه ، قال : (مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً
__________________
(١) رجال الكشي : ٦٨ ـ ٦٩ / ٢١ ، الشيعة والحاكمون : ٩٥.
(٢) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٧ : ١٤٩ ، الشيعة والحاكمون : ٩٦.
(٣) الأنعام : ٧٩.
(٤) البقرة : ١١٥