أُخْرى) (١). ثمّ ضربت عنقه (٢).
وسيوافيك ما جرى على زيد بن عليّ من الصلب أيّام خلافة هشام بن عبد الملك عام (١٢٢ ه) عند الكلام عن فرقة الزيدية إن شاء الله تعالى.
هذا غيض من فيض وقليل من كثير ممّا جناه الأُمويّون في حقّ الشيعة طوال فترة حكمهم وتولّيهم لدفّة الأُمور وزمام الحكم ، وتالله إنّ المرء ليصاب بالغثيان وهو يتأمّل هذه الصفحات السوداء التي لا تمحى من ذاكرة التاريخ وكيف لطّخت بالدماء الطاهرة المقدسة والتي أُريقت ظلماً وعدواناً وتجنّياً على الحقّ وأهله.
الشيعة في العصر العباسى
دار الزمان على بني أُميّة ، وقامت ثورات عنيفة ضدّهم أثناء خلافتهم ، إلى أن قضت على آخر ملوكهم (مروان الحمار) : (فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٣) وامتطى ناصية الخلافة بعدهم العباسيون ، والذين تسربلوا بشعار مظلومية أهل البيت للوصول إلى سدّة الخلافة وإزاحة خصومهم الأُمويين عنها ، بيد أنّهم ما أن استقر بهم المقام وثبتت لهم أركانه حتّى انقلبوا كالوحوش الكاسرة في محاربتهم للشيعة وتشريدهم وتقتيلهم ، فكانوا أسوأ من أسلافهم الأُمويين وأشدّ إجراماً ، ولله درّ الشاعر حين قال :
والله ما فعلت أُميّة فيهم |
|
معشار ما فعلت بنو العباسِ |
١ ـ كان أوّل من تولّى منهم أبو العباس السفّاح ، بويع سنة (١٣٢ ه) ومات
__________________
(١) طه : ٥٥
(٢) سير أعلام النبلاء ٤ : ٣٢١ ـ ٣٢٨ ، الجرح والتعديل ٤ : ٩ / ٢٩.
(٣) الأنعام : ٤٥.