وأخذوا حواصل غزّة والقدس. ثمّ حصل الانتصار عليهم فانهزموا إلى البلقاء ، ثمّ طمّعوا المغيث في أخذ مصر له ، وأنفق فيهم الأموال ، وساروا ، فجرت لهم وقعة مع المصريّين فانكسروا وزيّنت مصر (١).
[طمع المغيث في الديار المصرية]
قال ابن واصل (٢) : انقاد المغيث للبحريّة وأنزل إليهم بعض عسكره مع أتابكه الطّواشيّ بدر الدين الصّوابيّ الّذي ملّكه الكرك عند قتلة الملك المعظّم ابن الصّالح ، فكان الصّالح لمّا تملّكها في آخر أيّامه استناب بها الصّوابيّ ، وسيّر إليها خزانة عظيمة من المال ، فضيّعه المغيث على البحريّة طمعا في الدّيار المصريّة.
ثمّ سار جيش المغيث إلى مصر فبرز لحربهم جندها فكسروهم ، وجرح سيف الدّين الرشيديّ وأسر ، فانهزم الصّوابيّ وركن الدين البندقداريّ وطائفة ، ودخل جماعة منهم القاهرة مستأمنين ، وكان قد جاء قبلهم عزّ الدين الأخرم فأكرم (٣).
[خلعة الخليفة للملك الناصر]
وفيها قدم الشّيخ نجم الدين الباذرائيّ بالخلعة الخليفيّة للملك النّاصر بالسّلطنة فركب بها ، وكان يوما مشهودا. فلمّا رجع توجّه معه إلى العراق النّاصر داود في جماعة من أولاده ، وكان قد أباعه النّاصر داره المعروفة بدار سامة فصيّرها مدرسة ؛ فلمّا وصلوا إلى قرقيسيا أشار الباذرائيّ عليه بالإقامة حتّى يستأذن له. فأقام ولم يجئه إذن ، فردّ إلى الشّام ، وتوجّه في البريّة إلى أن وصل إلى تيه بني إسرائيل واجتمع إليه العربان (٤).
__________________
(١) المختصر في أخبار البشر ٣ / ١٩٣ ، الدرّة الزكية ٣٠ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ١٩٤ ، العبر ٥ / ٢٢١ ، أخبار الأيوبيين ١٦٨ ، الروض الزاهر ٥٩ ، ٦٠ ، تاريخ ابن خلدون ٥ / ٣٧٨ ، ذيل مرآة الزمان ١ / ٤٩ ، ٥٠ ، عيون التواريخ ٢٠ / ١٠٨ ، ١٠٩ ، السلوك ج ١ ق ٢ / ٤٠٦ ، عقد الجمان (١) ١٥٦ ـ ١٥٨ ، تاريخ ابن سباط ١ / ٣٧٢.
(٢) في الجزء الضائع من مفرّج الكروب.
(٣) ذيل مرآة الزمان ١ / ٥١ ، ٥٢ ، النجوم الزاهرة ٧ / ٤٥.
(٤) المختصر في أخبار البشر ٣ / ١٩٣ ، عيون التواريخ ٢٠ / ١١٠ ووقع فيه : «وقصد فيه بني إسرائيل» ذيل مرآة الزمان ١ / ٥٣ ، ٥٤ ، السلوك ج ١ ق ٢ / ٤٠٧.