[إغارة التتار على الموصل]
وفيها أغارت التّتار على بلاد الموصل وفتكوا (١).
[تصوّف ابن حمّويه]
وفيها بطل سعد الدين خضر بن حمّويه وترك الجنديّة وزالت سعادته والتجأ (٢) إلى التصوّف.
[وصف المفاسد بدمشق]
قال في «تاريخه» : ولمّا عاندني الدّهر في أموري ، وباعد سروري ، وكدّر مشاربي ، وعسّر مآربي ، وانقطعت الأرزاق ، وانحلّ كيس الإنفاق ، خرجت من مصر ، فلمّا حللت بدمشق ، مسقط رأسي ، وجدتها وقد صوّح واديها ، وخلا من الأنيس ناديها ، وارتفعت عنها البركات ، وأحيط بها الظّلم والظّلمات. والأسواق كاسدة ، والرّعايا فاسدة. عدم ركبا ، وظهرت الخيانات وشغل المودف ، وعلت المنكرات ، وأحدث من الرسوم ما لم يعهد ، وحمّلوا أثقالا مع أثقالهم. إن استغاثوا بالملك أجابهم بالضّرب والرّدّ ، وإن استنجدوا بالوزير عاملهم بالإعراض والصّدّ ، وإن سألوا الحاجب طلب الرّشا بلا حمد.
إلى أن قال : لا يحضرهم أحد على مائدة ، ولا يرجع من عندهم بفائدة.
قوم إذا أكلوا أخفوا كلامهم واستوثقوا من رتاج الباب والدّار ، يكذبون ويحلفون ، ويغدرون ويخلفون ، وعلى حريم أصحابهم بالفاحشة يحلفون. قد قنع كلّ منهم بلومه ، ولفّ ذنبه على خيشومه.
قيل لوزيرهم : إنّا نطيل الجلوس ، فلو جعلت علامة لقيامنا. قال : إذا قلت يا غلام هات الغداء فانصرفوا.
وقال صاحب ديوانهم لغلامه : هات غدائي وأغلق الباب. فقال : بل أغلق الباب وأجيء بالطّعام. قال : أنت أحذق منّي ، فأنت حرّ لوجه الله بعد موتك.
وحضر شاعر مائدة أكبر أمرائهم فرمى لقمة للهرّ ، فقال الأمير : لا
__________________
(١) تاريخ الزمان لابن العبري ٣٠٤.
(٢) في الأصل : «والتجى».