الذي أملاه الإمام أبو محمّد الحسن بن عليّ العسكري عليهالسلام(١).
إلاّ أنّ هذه النهضة الروائية للتفسير قد ابتليت بالبطء ، فاستقرّت الروايات التفسيرية في هامش الروايات الفقهية ؛ وذلك لأنّ التفسير خطا خطوة أُخرى ، ودخل في عرصته الاجتهاد والعقل ، وفي ظلاله ظهرت التفاسير الكثيرة التي اعتمدت المنهج الاجتهادي والعقلي ، يعني التفاسير الدرائية ، وأصبحت الروايات تُعَدّ بمنزلة أحد المصادر للتفسير ، لا أنّها مصدر منحصر به ..
واستمرّ هذا الأمر إلى بدايات القرن الحادي عشر من الهجرة ، الذي عبّر عنه العلاّمة الطباطبائي : بعصر أساطين الحديث وجهابذة الرواية(٢).
ففي هذا القرن تطوّرت الأوضاع ، وأشرف المنهج الاجتهادي على الضعف ، ولم يدوّن من التفسير الروائي إلاّ القليل حيث دُوّنَ تفسير بعض الآيات والسور ، والتعليقات والحواشي على التفاسير المصنّفة سابقاً.
كـ : تفسير الحسين بن رفيع الدين محمّد المرعشي الآملي ـ المتوفّى سنة ١٠٦٤ هـ(٣) ـ وهو تعليقاته على تفسير البيضاوي.
وتفسير عبد علي بن ناصر الحويزي ـ المتوفّى سنة ١٠٥٣ هـ(٤) ـ وهو حاشيته على تفسير البيضاوي أيضاً.
وتفسير إبراهيم الهمداني ـ المتوفّى سنة ١٠٢٥ هـ(٥) ـ وهو حاشيته على تفسير الكشّاف.
__________________
(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٤ / ٢٨٣ ـ ٢٨٥.
(٢) تفسير نور الثقلين ١ / ٣ (مقدّمة السيّد محمّد حسين الطباطبائي).
(٣) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٦ / ٤١ ـ ٤٢.
(٤) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٦ / ٤٣.
(٥) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٦ / ٤٦.