فعلت؟ فقال له أبو ذرّ : نصحتك فاستغششتني ، ونصحت صاحبك فاستغشّني ، فقال عثمان : كذبت ، ولكنّك تريد الفتنة وتحبّها ، قد أنغلت الشام علينا ، فقال أبو ذرّ : اتّبع سنة صاحبيك ، لا يكن لأحد عليك كلام ، قال عثمان : مالك وذلك لا اُمّ لك؟ قال أبو ذرّ : والله ما وجدت لي عذراً إلاّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فغضب عثمان ، وقال : أشيروا عليَّ في هذا الشيخ الكذّاب ، إمّا أن أضربه أو أحبسه أو أقتله ـ فإنّه قد فرّق جماعة المسلمين ـ أو أنفيه من أرض الإسلام ...
فنفاه إلى الربذة.
لكنّ أئمّة أهل البيت عليهم السلام يكشفون النقاب عن حقائق الأُمور مهما أمكنهم.
ففي نهج البلاغة إنّ الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قال لأبي ذرّ لمّا اُخرج :
«يا أبا ذرّ ، إنّك غضبت لله فارجُ من غضبت له ، إنّ القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك ...»(١).
للموضوع صلة ...
__________________
(١) انظر شرح نهج البلاغة ٨/٢٥٥.