طرفاً منها على صدره ، وطرفاً بين كتفيه»(١).
وقد روى أهل السنّة تعمّم رسول الله صلّى الله عليه وآله بهذه الكيفيّة في كتبهم الحديثيّة ، فقال بعضهم : «وصار اليوم شعار الفقهاء الإماميّة ، فينبغي تجنّبه ؛ لترك التشبّه بهم»(٢).
فكان هذا المورد من جملة موارد مخالفتهم للسنّة النبوية الثابتة ، لأنّها قد أصبحت شعاراً للإماميّة كالتختّم باليمين ، وتسطيح القبور وغير ذلك ...
نعم ، إنّهم نقلوا عن ابن تيميّة أنّ السبب في لفّه صلّى الله عليه وآله العمامة بهذه الكيفية : هو أنّ الله تعالى قد وضع يده على كتف النبيّ ، فمن ذلك الوقت جعل عمامته بالكيفية المذكورة ؛ إكراماً لموضع يد الله عزّ وجلّ .. وقد استحسن تلميذه ابن القيّم هذا الكلام ، لكن غير واحد من علمائهم قالوا : بأنّ كلامهما هذا مبني على قولهما بالتجسيم ، نعوذ بالله منه(٣).
الثاني : في أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله عمّم أمير المؤمنين يوم غدير خمّ :
وقد روى هذا الحديث غير واحد من كبار علماء أهل السنّة في القرون المختلفة ، نذكر بعضهم :
١ ـ سليمان بن داود بن الجارود أبو داود الطيالسي.
٢ ـ عبد الله بن محمّد بن أبي شيبة العبسي.
٣ ـ أحمد بن منيع البغوي.
__________________
(١) وسائل الشيعة ٥/٥٦ ح ٥٨٩١.
(٢) شرح المواهب اللدنّية بالمنح المحمّدية ٥/١٣.
(٣) شرح المواهب اللدنية بالمنح المحمّدية ٥/١٢.