هشام عن الإجابة ، ولكن في النهاية وقع في الفخّ.
قال سليمان لهشام : أخبرني عن علي بن أبي طالب مفروض الطاعة؟ قال هشام : نعم.
قال سليمان : فإن أمرك الذي بعده بالخروج بالسيف معه تفعل وتطيعه؟
قال هشام : لا يأمرني.
قال سليمان : ولم ، إذا كانت طاعته مفروضة عليك ، أن تطيعه.
فقال هشام : عد عن هذا فقد تبيّن منه الجواب.
فقال سليمان : فلم يأمرك في حال تطيعه وفي حال لا تطيعه؟
فقال هشام : ويحك ، لم أقل لك إني لا أطيعه ، فتقول إنّ طاعته مفروضة ، إنّما قلت لك لا يأمرني.
فقال سليمان : ليس أسألك إلاّ على سبيل سلطان الجدل ، ليس على الواجب أنّه لا يأمرك.
فقال هشام : كم تحول حول الحمى؟ هل هو إلاّ أن أقول لك إن أمرني فعلت ، فتنقطع أقبح الانقطاع ، ولا يكون عندك زيادة وأنا أعلم بما يجب قولي ، وما إليه يؤول جوابي.
وهكذا أفصح هشام عن علاقته بالكاظم وطاعته لأمره.
ـ وبعد هذه المناظرة ، تغيّر وجه هارون ، وقال : أفصح ، وكأنّ ما قاله يحيى بن خالد له قد تأكّد منه.
وهنا قال هارون ليحيى : شدّ يدك بهذا وأصحابه. وبعث هارون إلى أبي الحسن الكاظم وحبسه.
ويتابع الكشّي الرواية ويقول لنا : بأنّ هشاماً غادر المجلس ، وتوجّه