في بركة بني ذر أو زرزر حيث تباع الطرايف والخلنج(١).
ويذكر النجاشي : إنّ هشام بن الحكم انتقل إلى بغداد سنة ١٩٩ هـ ، ويقول : إنّه في هذه السنة مات(٢).
ولكن ابن النديم في الفهرست ، يرى أنّ هشاماً قد انقطع إلى البرامكة ، وكان القيّم في مجالس يحيى بن خالد البرمكي(٣).
فالإشكال هو : كيف يعقل أن يكون هشام قيّماً في مجالس البرامكة ، وقد انتهى أمرهم قبل انتقال هشام إلى بغداد بما يقارب اثنتي عشرة سنة ، بقضية عرفت في التاريخ بأزمة البرامكة سنة ١٨٧ هـ(٤)؟
واستناداً إلى ما ورد ، فإنّني أرجّح كلام ابن النديم ؛ لأنّ هشاماً وحسب النصوص التي بين أيدينا ، تبيّن أنّه بالفعل كان قيّماً في مجالس البرامكة ، بل وكان الحكم فيما بين المتكلّمين(٥). وهذه المكانة الكبيرة لا تحصل ، إلاّ إذا كان هشام مستقراً في بغداد ، وتردّد لسنوات طويلة على البرامكة حتّى «أصبح منقطعاً إلى يحيى بن خالد ...» ، وهذا الأمر حصل وبالتأكيد قبل أزمة البرامكة ، أي قبل سنة ١٨٧ هـ ولسنوات عديدة. ولهذا يرجح ما أورده الكشّي بأنّ هشاماً توفّي سنة ١٧٩ هـ(٦).
__________________
(١) انظر المصادر التالية : رجال النجاشي : ١٣٦ رقم ٣٥١ ، رجال الكشّي : ٢٥٥ رقم ٤٧٥ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ٢٥٩ رقم ٧٨٣ ، خلاصة الأقوال : ٢٨٨ رقم ١٠٦١ ، رجال ابن داوود : ٢٠٠ رقم ١٦٧٤ ، التحرير الطاوُسي : ٥٩٣ رقم ٤٥٤.
(٢) رجال النجاشي : ١٣٦ رقم ٣٥١.
(٣) الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٢٢٣.
(٤) هشام بن الحكم : ٥٠.
(٥) رجال الكشي : ٢٥٩ رقم ٤٧٧.
(٦) رجال الكشّي : ٢٥٦ رقم ٤٧٥.