وخمسين فرسخاً ، ولذلك سُمّيت واسطاً(١).
ولسبب آخر ، هو أنّ المدينة قد بناها الحجّاج ، وبالتالي لابدّ أن يلزم الناس السكن فيها لإعمارها ، ولعلَّ أهلُ هشام من الذين أجبروا على السكن فيها.
ولم تعيّن المصادر تجارة هشام ، ولكنّني وجدت المسعودي في مروج الذهب ينعت هشاماً بالحرّار أو الخرّار(٢) ، ولعلّه تصحيف لكلمة الخرّاز ، جمع : خرز.
وبالتالي ، فمن الأرجح أن تجارة هشام هي الخرز ؛ لأنّ شريكه في التجارة عبدالله بن يزيد الأباضي كان خرّازاً ، وكانا معاً في حانوت واحد(٣).
والجدير ذكره ، أنّ الإمام الكاظم ، وتشجيعاً لهشام على التجارة ، وعظه أوّلاً بأنّ استثمار المال من تمام المروءة(٤) ، ومن ثمّ سرّح إليه عشرة آلاف درهم ؛ ليتاجر بها ، ويأكل ربحها ، ويعيد للإمام رأس المال(٥).
ولكن لم يطل هشام الإقامة في واسط ، بل وجد أنّ نجاح تجارته تقتضي منه السكن في بغداد ، عاصمة الخلافة الإسلامية ، وهذا ما حصل بالفعل ، انتقل هشام إلى بغداد ، وكانت تجارته في الكرخ ، في درب الجنب ، من مدينة السلام ، ومنزله عند قصر وضّاح ، في الطريق الذي يأخذ
__________________
(١) التنبيه والإشراف للمسعودي : ٣١١.
(٢) مروج الذهب ٤ / ٢١.
(٣) مروج الذهب ٣ / ١٩٤ ، هشام بن الحكم : ٤٠.
(٤) الكافي ١ / ٢٠ ضمن الحديث ١٢ ، مستدرك الوسائل ٨ / ٢٢٤ ح ٩٣١٤ و ١٣ / ٤٩ ح ١٤٧٠٧.
(٥) رجال الكشّي : ٢٦٩ رقم ٤٨٤ وفيه خمسة عشر ألف درهم.