خارجة منه ، فعاد إلى الرشيد وأخبره بوفاة النّمري(١).
وروى الحصري ، عن الجاحظ : وكان يذهب أوّلاً مذهب الشراة ، فدخل الكوفة وجلس إلى هشام بن الحكم الرافضي وسمع كلامه ، فانتقل إلى الرفض.
وأخبرني من رآه على قبر الحسين بن علي رضي الله عنهما ينشد قصيدته التي يقول فيها :
فما وَجَدتُ على الأكتافِ مِنهُم |
|
ولا الاقفاء آثارُ النُّصولِ |
ذكر هذه إلى عشرة أبيات(٢).
وقال ابن حزم في الجمهرة : وكان أوّل أمره خارجيّاً صفريّاً ، فدخل مدينة الرقّة ، فاستند إلى سارية فإذا بها سارية داود الرّقي الرّافضي ، فأتى داود وصلّى واستند إلى السارية ، فصارت السارية بينهما ، وجعل داود يتكلّم في الإمامة مع أصحابه فرجع منصور من حينه إلى مذهب الإمامية من الرافضة(٣).
وقال ابن قتيبة في الشعر والشعراء : إنّه كان يُظْهِر أنّه عبّاسي الرأي ، منافر لآل عليّ وغيرهم ... وكان مع هذا شيعيّاً(٤).
وقال الحصري في زهر الآدب : إنّه كان يُضْمِر غير ما يُظْهِر ، ويعتقد الرفض ، وله في ذلك شعر كثير لم يظهر إلاّ بعد موته(٥).
__________________
(١) تاريخ بغداد ١٣ / ٦٨ ، طبقات الشعراء لابن المعتز : ٢٤٤ ، الأغاني ١٣ / ١٠٠ مع اختلاف بسيط.
(٢) زهر الآداب وثمر الألباب ٢ / ٦٥٠ ـ ٦٥١.
(٣) الجمهرة : ٢٨٥ ، الشعر والشعراء لمصطفى الشعكه : ٦١٥.
(٤) الشعر والشعراء لابن قتيبه : ٧٣٦.
(٥) زهر الآداب ٢ / ٦٥٠.