القلب والدماغ ،
الواصلة إلى سائر الأعضاء. ثم كما أن لكل بدن : نفسا واحدة ، إلا أنه يفيض عنها في
كل جزء من أجزاء البدن : قوة مدبرة لذلك الجزء ، فكذلك لا يبعد أن يفيض من النفس
الكلية التي للفلك : نفوس مخصوصة ، كل واحد منها يكون متعلقا بجزء معين من أجزاء
الفلك ، وبجانب مخصوص من جوانبه.
وأما النفوس السفلية : فقد اتفق
الأكثرون على أن النفوس
الناطقة البشرية : جواهر مجردة عن الجسمية ، وعن الحلول في الجسم ، إلا أنها
متعلقة بهذه الأبدان على سبيل التدبير والتصرف.
وأما نفوس سائر الحيوانات : فالأكثرون
زعموا : أنها قوى
جسمانية ، وليست جواهر مجردة. ومنهم من زعم : أنها من الجواهر المجردة. وهؤلاء
قسمان :
الأول : القائلون بالتناسخ ، وهم الذين زعموا : أن أرواح البهائم [والسباع ] كانت أرواحا بشرية ، إلا أنها بعد مفارقة الأبدان
الإنسانية ، صارت متعلقة بأبدان البهائم والسباع.
والفرقة الثانية : الذين ينكرون التناسخ ، ويزعمون مع هذا : أن نفوس السباع والبهائم ،
وسائر الحيوانات : نفوس مجردة عن الجسمية ، والحلول في الجسمية. فهذا هو الكلام في
نفوس الحيوانات.
واختلف الناس في الجن والشياطين وليس
للمتأخرين من الفلاسفة في
هذا الباب : كلام مقنع ، إلا أن الأكثرين من الأنبياء والرسل ـ عليهمالسلام ـ أثبتوها ،
وجزموا بوجودها.
وحاصل القول فيها
:
أنهم زعموا : أن
الأرواح على قسمين : أرواح فلكية. وأرواح سفلية.
__________________