صوت الفرس الذي قابله ، والكلاب تتعالج بالعشبة (١) المعروفة بها. والفهد إذا سقي الدواء، المعروف بخانق الفهد ، طلب زبل الإنسان فأكله. والتماسيح تفتح أفواهها لطائر مخصوص يدخل في أفواهها ، وينظف ما بين أسنانها ، وعلى رأس ذلك الطائر ، شيء كالشوك. فإذا هم التمساح بالتقام ذلك الطائر ، تأذى من ذلك الشوك ، فيفتح فاه ، فيخرج ذلك الطائر. والسلحفاة تتناول بعد أكل الحية صعترا جبليا ، ثم تعود. قد شوهد ذلك.
وحكى بعض الثقات المحبين للصيد : أنه شاهد الحباري تقاتل الأفعى وتنهزم عنها إلى بقلة تتناول منها ، ثم تعود. ولا تزال تفعل ذلك وكان ذلك الشخص قاعدا في كنّ غائر ـ كما يفعله الصيادون ـ وكانت البقلة قريبة من ذلك الموضع ، فلما اشتغلت الحبارى بالأفاعي ، قلع الرجل تلك البقلة ، فعادت الحبارى إلى منبتها ، وأخذت تدور حول منبتها دورانا متتابعا ، ثم سقطت ، وماتت. فعلم ذلك الرجل أنها كانت تتعالج بأكلها من لسعة الأفعى ، وتلك البقلة هي الخس البري.
وأما ابن عرس فإنه يستظهر في قتال الحية بأكل السذاب. فإن النكهة السذابية مما تكرهها الأفعى. والكلاب إذا تدور بطونها أكلت سنبل الحنطة. وإذا جرحت اللقالق بعضها بعضها ، عالجت تلك الجراحات بالصعتر الجبلي.
فتأمل من أين حصل لهذه الحيوانات هذا الطلب ، وهذا العلاج؟
التاسع : إن القنافذ قد (٢) تحس بريح الشمال والجنوب قبل الهبوب ، فتغير المدخل إلى أجحرتها.
يحكى أنه كان بالقسطنطينية : رجل قد جمع مالا كثيرا ، بسبب أنه كان ينذر بالرياح قبل هبوبها ، وينتفع الناس بذلك الإنذار ، وكان السبب فيه : قنفذ في داره يفعل الفعل المذكور.
__________________
(١) بالعسة (ط).
(٢) يد (م).