أخرى. فإذا امتد ودق ، انفتح المجرى الذي بين التجويف المقدم وبين التجويف المتوسط ، فنفذت الروح من التجويف المقدم إلى التجويف المتوسط ، وتأدت ، الصور المتخيلة إلى القوة الفكرية ، وأما إذا انقبض هذا الجسم الشبيه بالدودة ، فحينئذ يقصر. ويغلظ ويسد المجرى ، فلم تنفذ الروح من التجويف المقدم إلى التجويف المتوسط ، فحينئذ يمتنع وصول (١) الصور الخيالية إلى القوة المفكرة.
إذا عرفت هذا ، فنقول : حركة هذا الجسم الشبيه بالدودة في الامتداد والانقباض : مختلفة في الناس ، على قدر أمزجة الأدمغة. فإن كان جوهره غليظا باردا ، كانت حركته بطيئة فلم ينفتح المجرى بسرعة ، فلم تتأد الروح من التجويف المقدم إلى التجويف المتوسط بسرعة ، فيكون هذا الإنسان بطيء الفهم قليل الفطنة متأخر الجواب. وإن كان هذا الجسم سريع الحركة حادها ، كان هذا الإنسان سريع الفطنة ، سريع الجواب ، حاد الفهم.
السبب الثالث من الأسباب الدماغية : شكل قحف الرأس ، فإن الشكل الجيد أن يكون القحف شبيها بكرة غمز عليها من الجانبين ، حتى يظهر نتوء في القدام وفي الخلف ، ولطاء من الجانبين. فهذا الشكل موافق لحال الدماغ ، فأما إذا فقد نتوء القدام ، ضعف التخيل. وإن فقد نتوء الخلف ضعف التذكر ، وإن فقد النتوءان جميعا ، فقد التخيل والتذكر.
السبب الرابع : [الرأس والبدن. إما أن يكونا كبيرين أو صغيرين ، أو يكون الرأس صغيرا والبدن كبيرا ، أو بالعكس. أما الأول وهو (٢)] أن يكون الرأس والبدن كبيرين ، فحينئذ يكون القلب قويا والدماغ قويا. وهاهنا يحصل الكمال.
وأما إن كانا صغيرين فههنا يحصل النقصان ، وأما إن كان الرأس صغيرا والبدن كبيرا ، فحينئذ يكون القلب قويا حادا ويكون الدماغ صغيرا ، لا يقوى
__________________
(١) حصول (ل).
(٢) سقط (طا) ، (ل).