امتنع كونه عالما بذلك الشيء. أما إذا علمنا أن لنا أختا من الرضاع في هذه البلدة ، وإن كنا لا نعرفها بعينها ، فهذا لا يصلح أن يكون نقضا على ما ذكرناه [وذلك (١)] لأن هاهنا المعلوم : وجود شخص من الأشخاص الإنسانية ، موصوف بكونه أختا من الرضاع. فهذا القدر ، هو المعلوم. وهذا المعلوم متميز عن سائر المعلومات. فأما أن ذلك الشخص من هو؟ فغير معلوم. فظهر : أن القدر الذي هو معلوم ، فهو متميز. والذي هو غير متميز ، فهو غير معلوم.
قوله : «لم لا يكفي في حصول العلم الأزلي ، حصول الامتياز في المعلومات في لا يزال»؟ قلنا : هذا ظاهر الفساد. لأن العلم يجب أن يكون مطابقا للمعلوم ، وإلا لكان جهلا. وعلى هذا التقدير ، فيمتنع كون العالم (٢) عالما بامتياز ذلك المعلوم عن غيره ، إلا إذا كان ذلك المعلوم ممتازا عن غيره. فلما كان كون المعلوم ، ممتازا عن غيره ، شرطا لتعلق العلم بامتيازه عن غيره ، وثبت أن الشرط متقدم على المشروط في الرتبة ، امتنع أن يكون حصول الامتياز في المعلومات ، متأخرا عن تعلق العلم بهذا الامتياز.
فإن قالوا : إنه تعالى لا يعلم في الأزل : أن السواد متميز عن البياض في الحال [بل يعلم (٣)] أن السواد إذا وجد في لا يزال ، فإنه عند وجوده [يكون (٤)] متميزا عن البياض عند وجوده ، وعلى هذا التقدير فيسقط الإشكال».
فنقول : هذا لا يدفع الإشكال ، لأن العلم بأن السواد (٥) سيوجد في لا يزال : حكم على السواد. والحكم على الماهية المخصوصة ، مشروط بكون
__________________
(١) من (س)
(٢) العلم علما (ط)
(٣) من (ط)
(٤) من (س)
(٥) بالسواد (ط)