وقال الطبرسي في مجمع البيان في ذيل الآية : «فإذا سألتم أزواج النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم شيئاً تحتاجون إليه ، فاسألوهنّ من وراء الستر ..
قال مقاتل : أمر الله المؤمنين ألاّ يكلّموا نساء النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم إلاّ من وراء حجاب.
وروى مجاهد ، عن عائشة ، قالت : كنت آكل مع النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم حيساً في قعب ، فمرّ بنا عمر ، فدعاه فأكل فأصابت إصبعه إصبعي ، فقال : (حس! لو أطاع فيكنّ ما رأتكنّ عين) فنزل الحجاب» (٤٩).
الأمر التاسع :
تُبـيّن رواية مجاهـد أنّ الصحابـي الذي أصابـت يده يد زوج
__________________
(١) مجمع البيان ـ للطبرسي ـ ٨ / ١٧٧.
وانظر : فتح الباري شرح صحيح البخاري ٨ / ٤٠٨ ، تفسير القرآن العظيم ـ لابن كثير ـ ٣ / ٥١٣ ، مجمع الزوائد ـ للهيثمي ـ ٧ / ٩٣ ، السُـنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٦ / ٤٣٥ ح ١١٤١٩ ، المعجم الأوسط ٣ / ٢١٢ ، المعجم الصغير ١ / ٨٤.
وذكره السيوطي في لباب النقول في أسباب النزول : ١٧٨ ، وفي الدرّ المنثور ٥ / ٢١٣ ؛ وفيه : «وأخرج النسائي وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه بسند صحيح عن عائشة ، قالت : ...
وأخرج ابن سـعد عن ابن عبّـاس ، قال : نزل حجاب رسول الله في عمر ؛ أكل مع النبيّ طعاماً فأصاب يده بعض أيدي نساء النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، فأمر بالحجاب».
حس : كلمة يقولها الإنسان عند التوجّع ممّا آذاه ، مثل : «أوه». والحِيس : الطعام المتّخذ من التمر والأقط ـ أي : اللبن المحمض المجمّد ـ والسمن. والقعب : القدح الضخم ؛ انظر : معجم مقاييس اللغة ٢ / ٩ ـ ١٠ ، لسان العرب ٦ / ٦١ مادّة «حيس» ، ونهاية ابن الأثير ١ / ٤٧٦.