فَسْألُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَاب ذلِكُمْ أطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وقُلُوبِهِنَّ ومَا كانَ لَكُمْ أنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ ولاَ أنْ تَنكِحُوا أزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أبَداً إنَّ ذلِكُمْ كانَ عِندَ اللهِ عَظِيماً) (١).
وهي قصّة تشريع الحجاب ؛ فإنّها من الموارد التي جعلها أهل سُـنّة الخلافة والجماعة من مناقب عمر ، المنقولة عن لسانه ، وأنّ استقامته فاقت عصـمة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وقد نزل الوحي بموافقته على خلاف موقف النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ..
وفي الحقيقة هذه الحادثة هي أيضاً من الموارد الشنيعة التي تعدّ من المواقف المحسوبة على عمر ، والتي أُريد لها تغطية حقيقة الحدث وملابساته ، ولو كنّا نحن وما رواه أهل سُـنّة الجماعة ولحن الآيات الكريمة لاستكشفنا حقيقة الأمر ـ كما سيتبيّن ـ وهي : إنّ آية الحجاب واردة انتهاراً لسلوك عدّة من الصحابة البارزين!
فقد روى أبي داود الطيالسي في مسـنده بسنده عن أنس بن مالك ، قال : قال عمر : وافقت ربّي عزّ وجلّ في أربع :
قلت : يا رسول الله! لو صلّيت خلف المقام ، فنزلت هذه الآية : (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً) (٢) ، وقلت : يا رسول الله! لو ضربت على نسائك الحجاب ؛ فإنّه يدخل عليك البرّ والفاجر ، فأنزل الله عزّ وجلّ : (وإذَا سَألْتُـمُوهنَّ مَتاعاً فَسْألُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَاب) ... الحديث (٣).
والرواية كما ترى يرويها عمر نفسـه!
__________________
(١) سورة الأحزاب ٣٣ : ٥٣.
(٢) سورة البقرة ٢ : ١٢٥.
(٣) مسند أبي داود الطيالسي : ٩.