إنّ المقصود من «المؤمن» في مثل هذه الروايات هو «الشيعي» ، ولمّا تتبّعنا ما ورد عنهم في هذا المورد رأينا أنّهم يجعلون «الشيعي» منهم ، فمَن عامله بالحسنى فقد عاملهم ، ومَن أساء إليه فقد أساء إليهم :
يقول الراوي : «كنت عند أبي عبـد الله عليه السلام ، فقال رجل : اللهم صلّ على محمّـد وأهل بيت محمّـد. فقال له أبو عبـد الله عليه السلام : يا هذا! قد ضيّقت علينا ، أما علمت أنّ أهل البيت خمس أصحاب الكساء؟
فقال الرجل : كيف أقول؟
قال : قل : اللهمّ صلّ على محمّـد وآل محمّـد ، فنكون نحن وشيعتنا قد دخلنا فيه» (١).
دلّت هذه الرواية على الفرق بين «أهل البيت» و «آل محمّـد» ، وأنّ الثاني يعمّ سائر الأئمّة ، و «الشيعة» داخلون تحت «آل محمّـد» كدخولهم عليهم السلام.
وأوضـح من ذلك : ما روي عن الإمام العسكري عليه السلام في حديث :
«فإنّ موالينا وشيعتنا منّا وكلّنا كالجسد الواحد» (٢).
إذا عرفت ذلك ، فإليك بعض الروايات المشتملة على ترتّب آثار الأعمال مع الشـيعة الموالين لأهل البيت عليهم السلام :
قال عليه السلام لإسحاق بن عمّار في حديث :
«ما أراك ـ يا إسحاق ـ إلاّ قد أذللت المؤمنين ، فإياك إياك ، إنّ
__________________
(١) وسائل الشيعة ٧ / ٢٠٥ ح ٩١٢١.
(٢) وسائل الشيعة ٩ / ٢٢٩ ح ١١٩٠٤.