يرفض هذه النصوص مسـتنداً على أدلّة المعتزلي عينها التي يعتمدها في رفض مماثلة الشـيعي بين أدلّة تثبيت النبوّة وأدلّة تثبيت الإمامة.
أمّـا الشـيعي فيحـاول أن يثبت للمعتـزلي ولليهودي في آن واحد إمامـة أميـر المؤمنيـن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام وأحقّـيّته بخـلافة أخيه رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، متّبعاً نفس أُسـلوب المعتزلي في تثبيت نبوّة نبيّنا محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وذلك من خلال إيراد النصوص بالأفعال منه (صلى الله عليه وآله وسلم) التي خصّ بها أمير المؤمنين عليهالسلام دون الناس أجمعين ، وميّـزه عن سـائر الأُمّة في الدنيا والدين.
وكـذا النصوص بالأقوال ، الجليّ منها الذي علم سـامعوه من الرسـول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) مراده منه بالاضطرار والاسـتدلال ، والخفيّ الذي لا يقطع على أنّ سـامعيه من الرسـول (صلى الله عليه وآله وسلم) علموا النصّ بالإمامة منه اضطراراً ، كـما سـيأتي بيانه.
وبالجملة : فإنّ هذه الرسالة التي بين يديك ـ عزيزي القارئ ـ لو نظرت إليها بتجرّد عن كلّ المؤثّرات الخارجية والأهواء النفسـية تراها عبارة عن نقاش علمي يدور بين مجموعة من المتحاورين ، الّذين يسعى كلّ واحد منهم إلى إثبات صحّة ما يؤمن به من خلال الأدلّة العقلية والنقلية ، والحجج الدامغة التي يوردها ، مقرّين في نهاية الأمر ومسلّمين للّذي كان الدليل والبرهان إلى جانبه في تثبيت ما أراد تثبيته ، إلاّ أنّ ثمّـة مَن تأخذه العزّة بالأثم ويبقى على تزمّته وعناده وعدم الإذعان إلى الدليل والبرهان ، ويهدي الله من يشاء ويضلّ من يشـاء.