وقال سـبحانه وتعالى : (قالوا أأنت فعلتَ هذا بآلهتنا يا إبراهيم * قال بل فعله كـبيرهم هذا فاسـألوهم إنْ كـانوا ينطقون * فرجعوا إلى أنفسـهم فقالوا إنّكـم أنتم الظالمون * ثمّ نكـسـوا على رؤوسـهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون * قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكـم شـيـئـاً ولا يـضـرّكـم * أُفّ لـكـم ولِـمـا تـعـبـدون مـن دون الله أفـلا تعقلون) (١).
وفي قضايا نوح عليهالسلام .. قال تعالى : (قال يا قوم أرأيتم إنْ كـنت على بيّنة من ربّي وآتاني رحمةً من عنده فعُمّيت عليكم أنلزمكـموها وأنتم لها كارهون ... قالوا يا نوح قد جادلـتـنا فأكـثرت جدالنا ...) (٢)» (٣).
وقد اتّبع العلاّمة الشـيخ أبو الفتح الكـراجكـي في هذه الرسـالة ـ التي بين يديك ـ أُسـلوب المناظرة والجدال بالتي هي أحسـن ، سـعياً منه إلى إثبات المماثلة بين أدلّة النبوّة وأدلّة الإمامة ؛ وذلك بطريقة المناظرة والحوار الذي يدور بين ثلاثة أشـخاص افترضهم يختلفون في العقائد : يهودي ، ومعتزلي ، وشـيعي.
مبتدئاً بالمعتزلي الذي يحاول تثبيت نبوّة نبيّنا محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم) من خلال إيراد النصوص بالأفعال ـ التي هي المعجزات الخارقة للعادات التي أظهرها الله عزّ وجلّ على يده (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ ، والنصوص بالأقوال ، الذي هو القرآن الذي عجز الخلق كافّة عن الإتيان بمثله ، في مقابل اليهودي الذي
__________________
(١) سـورة الأنبياء ٢١ : ٦٢ ـ ٦٧.
(٢) سـورة هود ١١ : ٢٨ ـ ٣٢.
(٣) دلائل الصدق (أجلى البرهان) ١ / ٧ ـ ١٠.