المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بعث الأنبياء والمرسـلين ، لهداية الخلق إلى الحقّ المبين ، وأيّدهم من عنده بالمعجزات ، وسـدّدهم بخارق العادات ، والصلاة والسـلام على خاتم النبيّين محمّـد بن عبـد الله الصادق الأمين ، وعلى أخيه ووصيّه وصاحب سـرّه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ، وعلى بضعته الزهراء أُم الأئمّة النجباء ، وعلى سـيّدَي شـباب أهل الجنّة الحسـن والحسـين ، وعلى التسـعة المعصومين من وُلد الحسـين ، وسـلّم تسـليماً كـثيراً.
أمّـا بعـد ..
دأب علماؤنا الأعلام ـ قـدّس الله أرواحهم ـ منذ أن نشـأ الخلاف والجدال في ما بين المسـلمين أنفسـهم من جهة ، وما بين المسـلمين وبين أصحاب الديانات السـماوية الأُخرى من جهة أُخرى على اسـتخدام أُسـلوب المناظرة والدعوة إلى الجدال بالتي هي أحسـن.
ومن دون شـكّ فإنّ هذا الأُسـلوب أُسـلوب حضاري بعيد عن التعصّب والتزمّت ، يحاول من خلاله المناظر أن يقنع الطرف المقابل بصحّة ما يؤمن به ويعتقده ، ويحاول إثبات ذلك بما لديه من الأدلّة والبراهين