قاما بِدَعوى فِي الظُّلمِ غَالِبة |
|
وحُجّة جَزلَة من الكَذِبِ |
ثمّ يندب ديك الجنّ أئمّة الهدى عليهمالسلام ومن هم أكرم الناس من عرب وعجم ، فيقول : أنتم بُدور الرشاد والصلاح بكم يهتدي الناس ، فأنتم الشجرة الطيبة التي يستظلّ بها المؤمنون ، وأنتم القادة والساسة في تدبير الأمور.
وكلّما أبصرت في رزاياكم وجدتها عظيمة ، وإن لفّكم التراب فأصبحتم رهائن القبور ، إلاّ أنّكم أحياء بين الناس أحياء في الضمير والوجدان.
ثمّ إنْ هَجَرَكم أهل الحلّ والعقد ـ من الحكّام والساسة ـ فذلك باعث لسخط الربّ عليهم ، أمّا محبّة الناس لكم ، ففيها رضى الخالق.
ولا يخفى أنّ في الأبيات تعريضاً بقريش لمّا هجرت النبيَّ ومن آمن به وتركته في الشعب.
وبعد هذا يُشير إلى الشيخين : أبي بكر وعمر ، فقد أحرزا مدحاً بإصهار الرسول إليهما ، رغم عدم القرابة بينهما وبين الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فلا تيم ولا عدي آباء للنبي. ومع تلك العلاقة السببية لم يرعيا مكانة الزهراء من أبيها فاسخطاها ، وإنّك تجد الإشارة دقيقة جدّاً إلى ما فعلاه بالزهراء عليهاالسلام وما جنياه من الظلم والعداوة.
من ثَمَّ أوصَى بهِ نَبِيّكُمُ |
|
نصّاً فأبْدى عَداوةَ الكَلِبِ |
ومن هُنَاك انبَرى الزّمانُ لهم |
|
بَعْدَ التياط بغارِب جشبِ (١) |
لا تسْلقُوني بحدِّ ألسُنِكُمْ |
|
ما أرَبُ الظّالِمينَ مِنْ أرَبِي |
__________________
(١) التياط (الصواب اللياط) : الالتصاق. جشب : الخشن.