وعن الرضا عليه السلام يرفعه إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم : «اجعلوا لبيوتكم نصيباً من القرآن ؛ فإنّ البيت إذا قرئ فيه القرآن يسّر على أهله ، وكثر خيره ، وكان سكّانه في زيادة ، وإذا لم يقرأ فيه القرآن ضيّق على أهله ، وقلّ خيره ، وكان سكّانه في نقصان» (١).
وعن أبي هارون ، قال : «كنت ساكناً دار الحسن بن الحسين ، فلمّا علم انقطاعي إلى أبي جعفر وأبي عبـد الله عليهما السلام أخرجني من داره ، قال : فمرّ بي أبو عبـد الله عليه السلام فقال : يا أبا هارون! بلغني أنّ هذا أخرجك من داره؟ قلت : نعم ، قال : بلغني أنّك كنت تكثر فيها تلاوة كتاب الله ، والدار إذا تُلي فيها كتاب الله كان لها نور ساطع في السماء ، وتعرف من بين الدور» (٢).
وفي بعض هذه الأخبار فوائد أُخرى :
منها : قوله عليه السلام : «كان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتّى تطلع الشمس ، ويأمر بالقراءة مَن كان يقرأ منّا ، ومَن كان لا يقرأ منّا أمره بالذكر» ؛ ففيه :
إنّ الإمام عليه السلام كان يجمع أهله وولده ويُجلسهم في مجلس واحـد ، وكان ذلك دأبه ومنهجـه ..
وأنّه كان يأمرهم ، لا أنّه كان يقترح عليهم ..
وأنّه كان يأمر بالذكر حتّى تطلع الشمس ... وبقراءة القرآن ..
فهكذا كانوا يؤدّبون أهاليهم وأولادهم ؛ وهل نحن كذلك؟!
ومنها قضية أبي هارون ، وأنّه أُخرج من الدار لانقطاعه إلى الأئمّة
__________________
(١) وسائل الشيعة ٦ / ٢٠٠ ح ٧٧٢٨.
(٢) وسائل الشيعة ٦ / ٢٠٠ ح ٧٧٢٩.