سرقات المتنبّي ، وإلاّ كيف استطاع أن يعقد هذه المقارنة والمقابلات الدقيقة ، ويختار المناسب من شعر ديك الجنّ ؛ ليجعله مصدراً لشعر المتنبّي؟!
أقولُ : هذه الجرأة من المتنبّي ومن غيره أدّت ؛ إلى إتلاف ديوان ديك الجنّ ، وهو احتمال ليس ببعيد طالما كشف ابن وكيع النقاب عن تلك السرقات.
والذي يؤكّد لنا ما تقدّم ـ على وجود ديوان مخطوط للشاعر ـ تلويح الثعالبي إليه ، وهو يذكر : إن ابن طباطبا طلب ديوان ديك الجنّ من أبي عمرو وجعفر بن شريك ، فلم يعطه إيّاه ، فقال يعاتبه :
يَا جَوَاداً يُمسي ويُصْبِحُ فِيْنا |
|
وَاحِداً فِي النَّدَى بِغَيرِ شَرِيكِ |
أَنْتَ مِنْ أسمَح النّاسِ بِشِعْرِ النَّا |
|
سِ ، مَاذا الِلّجاج فِي شِعْرِ ديكِ |
يَا حَلِيفَ السَّماح لَوْ أَنَّ دِيكَ الـ |
|
ـجنِّ مِنْ نَسلِ ديكِ عَرشِ المَليكِ |
لَمْ يكُنْ فِيهِ طَائِلٌ بَعْدَ أنْ يُد |
|
خِلَه الذّكر فِي عداد الدُّيُوكِ (١) |
بل لا يستبعد أن يكون ديوان ديك الجنّ موجوداً إلى زمن البحتري ، ثمّ كان نصيبه كباقي الدواوين (الخمسمائة) التي عمد إليها البحتري فحرقها ...!
ديوان ديك الجن
مهما يكن من أمر لم نعثر على هذا الديوان ، وإنّما ورد شعره مبثوثاً في بطون الكتب والمصادر الأدبية والنقدية ، وقد جمعه الأُستاذين
__________________
(١) ثمار القلوب في المضاف والمنسوب : ٤٧٠.