شعر ديك الجنِّ وأخباره
أغلب ما وصلنا من ترجمة حياة ديك الجنّ من الكتب القديمة هي كتب الأدب والتراجم والطبقات ، منها : طبقات الشعراء لابن المعتزّ ، وكتاب الأغاني لأبي الفرج ، ثمّ ديوان المعاني ، وكتاب وفيات الأعيان لابن خلّكان ، ثمّ نتف من الأخبار في كتب أدبية متفرّقة.
أمّا من كتب المتأخّرين ، فأهمّ المصادر التي تناولت حياة الشاعر : كتاب أعيان الشيعة ، وما عداه يُعدّ من المصادر الثانوية ؛ لأنّها أخذت عمّن سبق ، ولم تزد إلاّ بعض الأخبار أو التحليل والتعليق ، وأغلبها تندرج تحت اجتهادات شخصية لا يوثّقها نصٌّ أو نقل يعتدّ به.
وشاعرنا ـ ديك الجنّ ـ عاش فترة نضوج المعارف الإسلامية والفنون الأدبية وكثرة العلماء والأدباء والشعراء ، وعاصر زمن تدوين هذه العلوم والأخبار والأشعار ، وهذا ما لا يخفى على الجميع من روّاد الأدب والمعرفة.
لكن مع هذا الاهتمام في تدوين النصوص الأدبية وأخبار الشعراء في هذا العصر ، والذي يعدّ العصر الذهبي نسبة لبقية العصور ، تكاد تخلو الموسوعات الأدبية القديمة من ترجمة مفصّلة لحياة شاعرنا وما له من أخبار ونوادر إلاّ ما جاء في محاضرات الأدباء والأغاني لأبي الفرج ، لذا يقف السائل متحيّراً عندما يستفهم عن شعر ديك الجنّ ، وهل كان له ديوان من الشعر؟!
ولِمْ لا يبرز إذا كان مجموعاً؟!