ارتداد المسلمين والفتن التي كانت تثور في أيّامهم والحروب والفتن التي كانت تشبّ بين الكفّار وبينهم؟ ثمّ تلا الصادق عليهالسلام هذه الآية مثلا لإبطاء القائم عليهالسلام : (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا) (١) الآية.
وأمّا العبد الصالح ـ أعني الخضر عليهالسلام ـ فإنّ الله تعالى ما طوّل عمره لنبوّة قرّرها له ، ولا لكتاب نزل عليه ، ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء عليهمالسلام ، ولا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها ، ولا لطاعة يفرضها ، بلى إنّ الله تعالى لمّا كان في سابق علمه أن يقدّر من عمر القائم عليهالسلام في أيّام غيبته ما يقدّره (٢) ، وعلم ما يكون من إنكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطول ، طوّل عمر العبد الصالح من غير سبب أوجب ذلك إلاّ لعلّة الاستدلال به على عمر القائم عليهالسلام ؛ ليقطع بذلك حجّة المعاندين لئلاّ يكون للناس على الله حجّة (٣).
__________________
(١) سورة يوسف ١٢ : ١١٠.
(٢) في البحار والكمال : يقدّر.
(٣) عنه البحار : ٥١ / ٢١٩ ح ٩ ، وعن كمال الدين : ٣٥٢ ح ٥٠ ، وقطعة منه في إثبات الهداة ٣ / ٤٧٥ ح ١٦٢ عنهما.
وذيله في الإيقاظ من الهجعة : ١٠٥ ح ١٣ عنهما ، وعن إعلام الورى : ٤٠٦ ـ نقلا عن ابن بابويه ـ وكشف الغمّة ولكن لم نجده فيه.
وأخرجه في البرهان ٣ / ١٤٧ ح ٨ ، وغاية المرام : ٣٧٧ ح ٧ ، ومنتخب الأنوار المضيئة : ١٧٩ ـ ١٨٦ عن ابن بابويه ، وقطعة منه في نور الثقلين : ٢ / ٢١١ ح ١١٩ عن كتابنا هذا وعن الكمال ، وفي الصراط المستقيم ٢ / ٢٢٧ عن ابن بابويه.
وذيله في حلية الأبرار ٢ / ٦٨٩ ، وغاية المرام : ٧١٠ ح ٢٧ عن ابن بابويه ، وفي نور الثقلين ٣ / ٦١٧ ح ٢١٩ عن الكمال ، وفي البحار ١٣ / ٤٧ ح ١٥ عن الكمال مختصراً.
وأورده في ينابيع المودّة : ٤٥٤ مختصراً.