ب ـ في كمال الدين (١) : حدّثنا محمّـد بن عليّ بن محمّـد بن حاتم النوفلي المعروف بالكرماني ، قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن عيسى الوشّاء البغدادي ، قال : حدّثنا أحمد بن طاهر القمّي ، قال : حدّثنا محمّـد ابن بحر بن سهل الشيباني ، قال : حدّثنا أحمد بن مسرور (٢) عن سعد بن عبد الله القمّي ، قال : كنت امرأً لهجاً بجمع الكتب المشتملة على غوامض العلوم ودقائقها ، كلفاً باستظهار ما يصحّ لي من حقائقها ، مغرماً (٣) بحفظ مشتبهها ومستغلقها ، شحيحاً على ما أظفر به من معضلاتها (٤) ومشكلاتها ، متعصّباً لمذهب الإماميّه ، راغباً عن الأمن والسلامة في انتظار التنازع والتخاصم والتعدّي إلى التباغض والتشاتم ، معيباً لفِرق ذوي الخلاف ، كاشفاً عن مثالب أئمّتهم ، هتّاكاً لحجب قادتهم ، إلى أن بليت بأشدّ النواصب منازعة ، وأطولهم مخاصمة ، وأكثرهم جدلا ، وأشنعهم سؤالا وأثبتهم على الباطل قدماً.
فقال ذات يوم ـ وأنا أُناظره ـ : تَبّاً لك ولأصحابك يا سعد! إنّكم معاشر الرافضة تقصدون على المهاجرين والأنصار بالطعن عليهما ، وتجحدون من رسول الله ولايتهما وإمامتهما ، هذا الصدّيق الذي فاق جميع
__________________
(١) كمال الدين وتمام النعمة ٢ / ٤٥٤.
(٢) رجال السند بعضهم مجهول الحال وبعضهم مهمل ، والمتن متضمّن لغرائب بعيد صدورها عن المعصوم عليهالسلام ويشتمل على أحكام تخالف ما صحّ عنهم عليهمالسلام. مضافاً إلى أنّ الواسطة بين الصدوق وسعد بن عبد الله في جميع كتبه واحدة ، أبوه أو محمّـد بن الحسن بن أحمد بن الوليد كما هو المحقّق عند من تتبّع كتبه ومشيخته ، وهنا بين المؤلّف وسعد خمس وسائط. وقد رواه الطبري في الدلائل بثلاث وسائط هم غير ما هنا.
(٣) لهجاً : أي حريصاً. كلفاً : أي مولعاً. مغرماً : أي محبّاً مشتاقاً.
(٤) في بعض النسخ : معاضلها.