بالقاهرة مدّة لم يلبث طويلاً حتى اخذ بالقول على السيدة نفيسة ، فاعرض عنهُ عوام الناس في مصر.
ثمّ اعتقل أيضاً ثمّ افرج عنهُ وحضر إلى دمشق أيام القاضي جلال الدين وتكلموا معهُ في مسألة الزيارة ، وكتب في ذلك إلى مصر ، فورد مرسوم السلطان باعتقاله في القلعة فلم يزل معتقلاً بها إلى أن مات سنة ٧٢٨ (١).
وقد نقل أصحاب التراجم ان لابن كثير صحبة وملازمة وعلاقة خاصة بالشيخ ابن تيمية ، فقد كان يفتي برأيه رغم انهُ شافعي المذهب ، حتى انهُ أوصى عند موته أن يدفن عند شيخه ابن تيمية في مقبرة الصوفية.
يضاف إلى ذلك البيئة الاموية الحاكمة في دمشق آنذاك ، والتي لها بالغ الأثر في صياغة شخصية ابن كثير.
ولهذا وذاك جعل العلّامة الأميني وعند تعرضه لبعض الكتب بالدراسة والنقد في موسوعته «الغدير» أن يضع «البداية والنهاية» في جملتها ، فجاءت الدراسة مثبتة ومصححة لما أنكره ابن كثير من الحوادث التي يصح وصفها «بالمتسالم عليه» مما حواه الكتاب ، لإلفات نظر القارئ ، والحكم على بقية مناقشات ابن كثير مما لم يرد ذكره في هذه الدراسة. فالدراسة إذن لإلفات النظر لا لاستقصاء
__________________
(١) المصدر السابق.