٣ ـ وأمّا حديث بلوغ البناء السلع فإفكٌ مفترى على ابي ذر ، وقد جاء في مستدرك الحاكم ٣ / ٣٤٤ ، وذكره البلاذري كما مرّ في ص ٢٩٣ (١) ورآه سبب خروج ابي ذر إلى الشام باذن عثمان ،
__________________
وقال ابن ابي الحديد في شرح النهج ٨ / ٢٥٢ : واقعة ابي ذر وإخراجه الى الربذة احد الاحداث التي نقمت على عثمان وقد روى هذا الكلام ابو بكر احمد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة عن عبد الرزاق عن ابيه عن عكرمة عن ابن عباس قال : لما اخرج أبو ذر الى الربذة امر عثمان فنودي في الناس ان لا يُكلم أحدٌ أبا ذر ولا يشيعه ، وامر مروان بن الحكم ان يخرج به وتحاماه الناس الّا علي بن ابي طالب عليهالسلام وعقيلاً اخاه وحسناً وحسيناً وعماراً ، فجعل الحسن يكلم أبا ذر فقال له مروان ايها حسن ألا تعلم ان امير المؤمنين قد نهى عن كلام هذا الرجل ، فحمل علي عليهالسلام على مروان فضرب بالسوط بين اذني راحلته وقال : تنحّ نحاك الله الى النار ، فرجع مروان مغضباً الى عثمان فأخبره الخبر. ووقف أبو ذر فودعه القوم فقال علي عليهالسلام : يا أبا ذر إنك غضبت لله ان القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك فامتحنوك بالقلى ونفوك الى الفلا ، والله لو كانت السموات والارض على عبد رتقاً ثمّ اتقى لجعل له منها مخرجاً ، يا أبا ذر لا يؤنسنّك الّا الحق ولا يوحشنّك الّا الباطل. (المؤلف رحمهالله)
(١) روى البلاذري : لما اعطي عثمان مروان بن الحكم ما اعطاه ، وأعطى الحارث بن الحكم بن ابي العاص ثلاثمائة الف درهم ، واعطي زيد بن ثابت الانصاري مائة الف درهم جعل أبو ذر يقول : بشر الكانزين بعذاب اليم ويتلو قول الله عزوجل : «والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم».
فرفع ذلك مروان بن الحكم الى عثمان فارسل الى ابي ذر ناتلاً مولاه ان انته عما يبلغني عنك ، فقال : أينهاني عثمان عن قراءة كتاب الله ، وعَيْبِ مَن ترك