كما ملئت جورا وظلما ، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض ، يقسم المال صحاحا» فقال رجل: ما معنى صحاحا؟
قال : «بالسوية بين الناس ، ويملأ الله تعالى قلوب أمة محمد غنى ويسع عدله حتى يأمر مناديا فينادي يقول : من له في المال حاجة؟ فما يقوم من الناس إلّا رجل فيقول له : ايت السدان ـ يعني الخازن ـ فقل له : إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالا فيقول له : احث ، حتى إذا جعله في حجره وابرزه ندم ، فيقول كنت أجشع أمة محمد نفسا وأعجز عمّا وسعهم فيرده ولا يقبل منه شيئا ، فيقال له : إنّا لا نأخذ شيئا أعطيناه فيكون كذلك سبع سنين ، ثم لا خير في العيش بعده أو قال : لا خير في الحياة بعده» (١) وقال : حديث حسن ثابت أخرجه شيخ أهل الحديث في مسنده ، وفي هذا الحديث دلالة على أن هذا المجمل في حديث مسلم هو هذا المبين في مسند ابن حنبل ونقل بين الروايات.
الثامن والثلاثون والمائة : عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «يكون عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن ، يخرج رجل يقال له المهدي ، عطاؤه هنيئا» (٢) قال : هذا الحديث حسن أخرجه أبو نعيم.
التاسع والثلاثون والمائة : بالإسناد عن عليّ بن أبي طالب قال : «قلت : يا رسول الله أمنّا آل محمد المهدي أم من غيرنا؟ فقال صلىاللهعليهوآله : لا ، بل منّا يختم الله به الدين كما فتح بنا ، وبنا ينقذون من الفتن كما انقذوا من الشرك ، وبنا يؤلف الله بين قلوبهم بعد عداوة الفتن إخوانا كما ألّف بينهم بعد عداوة الشرك إخوانا في دينهم» (٣) قال : حديث حسن ، قال : ورواه الحفاظ في كتبهم ، فأمّا الطبراني فقد ذكره في المعجم الاوسط ، وأما أبو نعيم فرواه في حليته ، وأما عبد الرحمن بن حماد فقد ساقه في غواليه.
الأربعون والمائة : عن جابر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «ينزل عيسى ابن مريم فيقول أميرهم المهدي عليهالسلام : تعال صلّ بنا فيقول : ألا إن بعضكم على بعض أميرا تكرمة من الله تعالى لهذه الأمة» (٤) قال : حديث حسن رواه الحافظ الحارث بن أبي أسامة ، ورواه أبو نعيم في غواليه ، وفي هذه النصوص دلالة على أنّ المهدي عليهالسلام غير عيسى ، قال : وقد تواترات الأخبار واستفاضت بكثرة
__________________
(١) مسند أحمد ٣ / ٣٧.
(٢) بحار الانوار ٤٧ / ٨٢ ح ٣٧.
(٣) الملاحم والفتن ١٧٧ / ٢٤٠ ، بحار الانوار ٤٧ / ٨٤ ح ٣٧.
(٤) بحار الانوار ٤٧ / ٨٥ ح ٣٧.