فيكم ، ألا إني لاحق بربي ، وقد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا ؛ كتاب الله تعالى بين أظهركم تقرءونه صباحا ومساء فلا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ، وكونوا إخوانا كما أمركم الله ، وقد خلفت فيكم عترتي أهل بيتي ، وأنا أوصيكم بهذا الحيّ من الأنصار فقد عرفتم بلاهم عند الله عزوجل وعند رسوله وعند المؤمنين ، ألم يوسعوا في الديار ويشاطروا الثمار ويؤثروا وبهم خصاصة فمن ولي منكم يضرّ فيه أحد وينفعه فليقبل من محسن الأنصار ، وليتجاوز عن مسيئهم». وكان آخر مجلس جلسه حتى لقي اللهعزوجل(١).
التاسع والسبعون : ابن بابويه بإسناده في عيون أخبار الرضا عليهالسلام عن داود بن سليمان الفرّاء عن علي بن موسى عليهالسلام قال : «حدثني أبي عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليهالسلام أنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : كأني قد دعيت فأجبت ، إني تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر ؛ كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما» (٢).
الثمانون : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن عمر بن سالم بن البراء الجعابي قال : حدّثنا أبو محمد الحسن بن عبد الله بن محمد بن العباس الرازي التميمي قال : حدثني سيدي علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهمالسلام قال : «قال النبي صلىاللهعليهوآله : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» (٣).
الحادي والثمانون : محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن يزيد بن معاوية عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام في خطبة صلاة الجمعة قال : «وقد بلّغ رسول الله صلىاللهعليهوآله الذي ارسل به ، فالزموا وصيّته وما ترك بينكم من بعده من الثقلين ؛ كتاب الله وأهل بيته اللذين لا يضلّ من تمسّك بهما ولا يهتدي من تركهما» (٤).
الثاني والثمانون : الشيخ أحمد بن علي بن منصور الطوسي في كتاب الاحتجاج في رسالة أبي الحسن الثالث علي بن محمد الهادي عليهالسلام في رسالته إلى أهل الأهواز حين سألوه عن الجبر والتفويض قالعليهالسلام : «أجمعت الامة قاطبة لا اختلاف بينهم في ذلك أن القرآن حق لا ريب فيه عند جميع فرقها فهم في حالة الاجتماع عليه مصيبون وعلى تصديق ما أنزل الله مهتدون لقول النبي صلىاللهعليهوآله : لا تجتمع امتي على ضلالة ، فأخبر صلىاللهعليهوآله أن ما اجتمعت عليه الامة ولم يخالف بعضها
__________________
(١) أمالي المفيد : ٤٧ / ح ٦ / مجلس ٦.
(٢) عيون أخبار الرضا : ١ / ٣٤ ح ٤٠ / باب ٣١.
(٣) المصدر السابق : ٦٨ / ح ٢٥٩ / باب ٣١.
(٤) الكافي : ٣ / ٤٢٣ ح ٦ والخطبة طويلة هذا وسطها.