[نيابة دمشق]
وفيها ولّي نيابة دمشق الأمير بدر الدّين مودود أخو الملك العادل لأمّه.
[رواية ابن الأثير عن تحشّدات الفرنج]
وقال ابن الأثير (١) : اجتمع بصور عالم لا يعدّ ولا يحصى ، ومن الأموال ما لا يفنى. ثمّ إنّ الرّهبان والقسوس وجماعة من المشهورين لبسوا السّواد ، وأظهروا الحزن على بيت المقدس ، فأخذهم بترك القدس ، ودخل بهم بلاد الفرنج يطوف بهم ويستنفرون الفرنج ، وصوّروا صورة المسيح وصورة النّبيّ صلىاللهعليهوسلم وهو يضرب المسيح وقد جرحه ، فعظم ذلك على الفرنج ، وحشدوا وجمعوا حتّى تهيّأ لهم من الرجال والأموال ما لا يتطرّق إليه الإحصاء ، فحدّثني رجل من حصن الأكراد من أجناد أصحابه الّذين سلّموه إلى الفرنج قديما ، وكان قد تاب وندم على ما كان منه في الغارة مع الفرنج على الإسلام.
قال (٢) : دخل عليّ (٣) جماعة من الفرنج من أهل حصن الأكراد إلى البلاد البحريّة في أربعة شواني يستنجدون. قال : وانتهى بنا الطّواف إلى رومية الكبرى ، فخرجنا منها وقد ملأنا الشّواني نقرة.
قال ابن الأثير (٤) : فخرجوا على الصّعب والذّلول برّا وبحرا من كلّ فجّ عميق ، ولو لا أنّ الله لطف بالمسلمين وأهلك ملك الألمان لمّا خرج إلى الشّام ، وإلّا كان يقال إنّ الشّام ومصر كانتا للمسلمين.
قال (٥) : ونازلوا عكّا في منتصف رجب ، ولم يبق للمسلمين إليها
__________________
(١) في الكامل ١٢ / ٣٢.
(٢) في الكامل ١٢ / ٣٣.
(٣) في الكامل ١٢ / ٣٣ «دخل مع».
(٤) في الكامل ١٢ / ٣٣ ، وعنه ينقل ابن النحاس في : مشارع الأشواق ٢ / ٩٣٩.
(٥) في الكامل ١٢ / ٣٤.