ووثق به في حفظها ، فنازلها صلاح الدّين وأخذها. وامتنع عليه الحصن يوما ، وتسلّمه بالأمان (١).
وسار إلى اللّاذقيّة ، وهي بلد كبير على السّاحل ، بها قلعتان على تلّ ، ولها ميناء من أحسن المواضع ، وهي من أطيب البلاد ، فحصرها أيّاما ، وافتتحها ، وأخذ منها غنائم كثيرة (٢) ، ثمّ نازل القلعتين ، وغلّقت النّقوب ، فصاحوا بالأمان ، وساروا إلى أنطاكية.
قال العماد : ولقد كثر تأسّفي على تلك العمارات كيف زالت ، وعلى تلك الحالات كيف حالت.
[فتح صهيون]
وسار فنازل صهيون ، وهي حصينة في طرف الجبل ، ليس لها خندق محفور إلّا من ناحية واحدة ، طوله ستّون ذراعا ، نقر في حجر ، ولها ثلاثة أسوار. وكان على قلّتها علم طويل عليه صليب. فلمّا شارفها المسلمون وقع الصّليب ، فاستبشروا ونصبوا عليها المناجيق ، وأخذوها بالأمان في ثلاثة أيّام (٣) ، ثمّ سلّمها إلى الأمير ناصر الدّين منكورس (٤) بن الأمير خمارتكين ، فسكنها وحصّنها. وكان من سادة الأمراء وعقلائهم. توفّي وهو مالك صهيون. وولي بعده ولده مظفّر الدّين عثمان ، ثمّ وليها بعده سيف الدّين محمد بن عثمان إلى بعد السّبعين وستّمائة.
[فتح الحصون الشمالية]
وبثّ السّلطان عسكره وأولاده فأخذوا حصون تلك النّاحية مثل
__________________
(١) الكامل ١٢ / ٧.
(٢) الكامل ١٢ / ٩ ، مشارع الأشواق ٢ / ٩٣٨.
(٣) مشارع الأشواق ٢ / ٩٣٨.
(٤) في الكامل ١٢ / ١١ «منكوبرس».