بلاطنس ، وقلعة الجماهرين ، وبكّاس ، والشّغر ، وسرمانية (١) ، ودربساك (٢) ، وبغراس ، وبرزية.
قال : وعلوّ قلعة برزية خمسمائة ونيّف وسبعون ذراعا ، لأنّها على سنّ جبل شاهق ، ومن جوانبها أودية (٣) ، فسلّم دربساك إلى علم الدّين سليمان بن جندر ، وهي قلعة قريبة من أنطاكية.
[مهادنة صاحب أنطاكية]
ثمّ سار يقصد أنطاكية ، فراسله صاحبها وقدّم له. وكانت العساكر المشرقيّة قد ضجرت خصوصا عماد الدّين صاحب سنجار ، فطال عليه المقام. فهادن السّلطان صاحب أنطاكية ثمانية أشهر على أن يطلق الأسارى. ودخل إلى حلب فبات بها وعاد إلى دمشق. وأعطى تقي الدّين عمر صاحب حماه جبلة واللّاذقية (٤).
[رواية ابن الأثير عن فتوحات الشمال]
وقال ابن الأثير (٥) : نزل صلاح الدّين تحت حصن الأكراد ، وكنت معهم ، فأتاه قاضي جبلة منصور بن نبيل ، وكان مسموع القول عند بيمند صاحب أنطاكية وجبلة ، وله الحرمة الوافرة ، ويحكم على جميع المسلمين بجبلة ونواحيها ، فحملته غيرة الدّين على قصد السّلطان ، وتكفّل له بفتح جبلة واللّاذقية والبلاد الشّماليّة ، فسار صلاح الدّين معه فأخذ أنطرطوس ، وسار إلى المرقب وهو من حصونهم الّتي لا ترام ، ولا تحدّث أحد نفسه بملكه لعلوّه وامتناعه ، ولا طريق إلى جبلة إلّا من تحته.
__________________
(١) في الكامل ١٢ / ١٣ «سرمينيّة» ، وتحرّفت في مشارع الأشواق ٢ / ٩٣٨ إلى «شرمانية» بالشين المعجمة ، وضبط محقّق الكتاب الشين بالضمّ ، وهو غلط.
(٢) تحرّفت إلى «درب شاك» في : مشارع الأشواق ٢ / ٩٣٨.
(٣) مشارع الأشواق ٢ / ٩٣٨.
(٤) الكامل ١٢ / ١٩ ، ٢٠.
(٥) في الكامل ١٢ / ٧.