٢ ـ اعتراض عمر علىٰ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حينما أمرَ أبا هريرة بقوله : اذهب ، فمَن لقيته يشهد أن لا إلٰه إلّا الله ، مستيقناً بها قلبه ، فبشّرْه بالجنّة .
فكان أوّل من لقيه عمر ، فسأله عن شأنه ، فأخبره بما أمره به رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال أبو هريرة : « فضرب عمر بيده بين ثدييّ ، فخررتُ لأستي ، فقال : ارجع يا أبا هريرة ! فرجعت إلىٰ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأجهشت بكاءً ، وركبني عمر فإذا هو علىٰ أثري . . . فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا عمر ! ما حملك علىٰ ما فعلت ؟ !
قال : يا رسول الله ! أبعثت أبا هريرة بأنّ مَن لقي الله يشهد أن لا إلٰه إلّا الله ، مستيقناً بها قلبه ، فبشّرْه بالجنّة ؟ !
قال : نعم .
قال : فلا تفعل ! فإنّي أخشىٰ أن يتّكل الناس عليها ، فخلِّهم يعملون .
قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : فخلِّهم » (١) .
والذي تفيده المصادر : أنّه « لم يكن لهذه المعارضة عنده صلىاللهعليهوآلهوسلم أيَّ أثر ، وقد بلَّغ تلك البشرىٰ للأُمّة بنفسه ، فسمعها منه عمر نفسه ، وعثمان ابن عفّان ، ومُعاذ بن جبل ، وعبادة بن الصامت ، وعتبان بن مالك (٢) ، وغيرهم ، حتّىٰ تجاوزت حدّ التواتر ، فكانت من الضروريّات بين المسلمين ، علىٰ اختلافهم في المذاهب والمشارب » (٣) .
ومنه يتّضح : أنّ عبارة : ( قال رسول الله : فخلِّهم ) الواردة في المصدر ، مُقحمة في النصّ ، وموضوعة علىٰ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويُراد بها
__________________
(١) صحيح مسلم بشرح النووي ١ / ١٨٢ ـ ١٨٤ .
(٢) صحيح مسلم بشرح النووي ١ / ١٦٦ ـ ١٨٨ .
(٣) النصّ والاجتهاد : ١٨٣ .