ووُلْدُهُ
ولم يتعقّبه قيام تلك الحرائر في تلك المقامات بتلك التحدّيات لذهب قتله جُباراً ، ولم يطلب به أحد ثاراً ، ولضاع دمه
هـدراً ، ولم يكن قتله إلّا قتل عبـد الله بن الزبير وأخيه مصعب وأمثالهما ممّن خَمَدَ ذِكرهم وضاع وترهم ؟ !
نعم ، لا يرتاب لبيب عارف
بأسـباب الثورات ، وتكوين انقلابات الأُمم ، وتهييج الرأي العامّ ، أنّ أقوىٰ سـبب لذلك هو الخطابة والسـحر البياني الذي يؤثّـر في العقول وينيـر العـواطف !
وإذا اسـتحضرت واقعة الطفّ
المفجعـة وتوالبهـا ، تعلم حقّـاً أنّه ما قلب الفكرة علىٰ بني سـفيان ، وٱنقرضت دولة يزيد بأسـرع زمان ، إلّا من جرّاء تلك الخطب والمقـالات التي لم يقـدر أيّ رجـل في تلك الأوقات الحرجـة والأوضاع الشـاذّة علىٰ القيام بأدنىٰ شـيء منها ،
فقد تسـلسـلت الثورات والفتن علىٰ يزيد من بعـد فاجعـة الطـفّ إلىٰ أن هلـك .
بل ما نهضت جمعية التوّابين ،
وتلاهم قيام المختار لأخذ الثار ،
__________________