عبد الله بن عمرو بن العاص قال : خرج علينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وفي يده كتابان فقال : «أتدرون ما هذان الكتابان» قال : فقلنا لا إلّا أن تخبرنا يا رسول الله ، قال للذي في يمينه : «هذا كتاب من ربّ العالمين بأسماء أهل الجنّة وأسماء آبائهم وقبائلهم ، ثمّ أجمل على آخرهم لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم ، وقال للكتاب الذي في شماله هذا كتاب من ربّ العالمين بأسماء أهل النّار وأسماء آبائهم وقبائلهم ، ثمّ أجمل على آخرهم لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم» قالوا : فلأي شيء نعمل يا رسول الله إن كان هذا أمر قد فرغ منه؟ قال : «سدّدوا وقاربوا ، فإنّ صاحب الجنّة يختم له بعمل أهل الجنّة وإن عمل أيّ عمل ، وإنّ صاحب النّار يختم له بعمل أهل النّار وإن عمل أيّ عمل» ثم قال بيده فقبضها ، ثم قال : «فرغ ربكم من العباد (فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ)» (١).
٥٨ ـ وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى ، وأبو عبد الرحمن السلميّ ، من أصله نقلا حدّثنا أبو العباس الأصم ، إملاء حدّثنا سعيد بن عثمان أبو عثمان التنوخي الحمصيّ ، حدّثنا بشر بن زكريا ، حدّثنا سعيد بن سنان ، عن أبي الزاهرية ـ حدير بن كريب ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ وكان النبي صلىاللهعليهوسلم يفضّل عبد الله على أبيه. قال : خرج علينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذات يوم قابضا على كفيه ومعه كتابان فقال : «هذا كتاب من ربّ العالمين» فذكر الحديث بمعناه يزيد وينقص وممّا زاد قال : «قبل أن يستقروا نطفا في الأصلاب.
وقبل أن يصيروا نطفا في الأرحام إذ هم في الطينة منجدلون ، فليس زائد فيهم ولا ناقص منهم إجمال من الله عليهم إلى يوم القيامة» وقال في آخره : «عدل من الله ـ عزوجل ـ».
__________________
(١) سورة الشورى ، الآية رقم (٧).