منفعة اللهاة ،
ويأتي ذكرها.
وإنما خلق اللسان
ليكون آلة تقطيع الصوت ، وإخراج الحروف ، وتبيينها ، وآلة تقليب الممضوغ ،
كالمخرقة ، وآلة تمييز الذوق ، وأعدلها في الطول والعرض أقدر على الكلام من عظيمها
جدا ، ومن الصغير المتشنّج ، والحمد لله.
فصل
وأمّا الحلق
والحنجرة وسائر آلات الصوت ، فبيان هيئاتها : أن أقصى الفم يفضي إلى مجريين ،
أحدهما من قدام ، وهو الحلقوم ، ويسمّيه المشرحون قصبة الرئة ، فيها ومنها ينفذ
الريح الّتي تدخل وتخرج بالنفس ، والآخر موضوع من خلف ناحية الفقار ، على خرز
العنق ، ويسمى المريء ، وفيه ينفذ الطعام والشراب ، ويخرج القيء ، وسيأتي شرحهما.
والحنجرة مؤلفة من
ثلاثة غضاريف ، أحدهما من قدّام ، وهو الّذي يظهر تحت الذقن ، قدّام الحلق ، وهو
محدّب الظاهر ، مقعّر الباطن ، والثاني من خلف ، وبانضمامهما تضيق الحنجرة عند
السكوت ، ويتباعد أحدهما عن الآخر ، ويتّسع عند الكلام.
والثالث مثل مكبّة
، بينه وبين الّذي من خلف مفصل يلتئم بزائدتين من ذاك تتهندمان في نقرتين منه ،
ويرتبط هناك برباطات وهو يتحرّك بهذا المفصل ، وبانكبابه عليهما تنغلق الحنجرة ،
وبتجافيه عنهما تنفتح.
والحاجة إلى
انغلاق الحنجرة عند الأكل والشرب شديدة جدا ، لئلّا يقع أو ينقطر في قصبة الرئة
شيء من المأكول والمشروب ؛ وذلك لأنّ قصبة الرئة