وجود ، والّذي
يكون لغيره منه ، وهو أن يوصف بأنّه موجود ، يكون له في ذاته ، وهو نفس ذاته ، كما
أن التقدّم والتأخّر لما كانا فيما بين الأشياء الزمانية بالزمان ، كانا فيما بين
أجزائه بالذات ، من غير افتقار إلى زمان آخر.
سؤال : فيكون كلّ
وجود واجبا ؛ إذ لا معنى للواجب سوى ما يكون تحقّقه بنفسه.
جواب : معنى وجود
الواجب أنّه بمقتضى ذاته ، من غير احتياج إلى فاعل وقابل ، ومعنى تحقّق الوجود
بنفسه ، أنّه إذا حصل إمّا بذاته ، كما في الواجب ، أو بفاعل ، كما في غيره ، لم
يفتقر إلى وجود آخر يقوم به ، بخلاف غيره من الماهيات ، وهذا لا ينافي إمكانه
الذاتي ؛ لأنّ معنى الإمكان في الوجود أن يكون تعلّقي الذات ، ارتباطيّ الحقيقة ،
وهو يجامع الضرورة الذاتية ، بل هو عينها. وأمّا الإمكان بمعنى لا ضرورة الوجود
والعدم ، فهو مختصّ بالماهيات.
كذا أجاب أستاذنا
الأجل صدر الدين محمّد بن إبراهيم الشيرازي ،
__________________