[٥]
في تظاهر العقل
والشرع
ولنقتصر فيه على
كلام بعض الفضلاء ، فإنّه كاف في هذا المقام.
قال : اعلم أنّ
العقل لن يهتدي إلّا بالشرع ، والشرع لن يتبيّن إلّا بالعقل ، والعقل كالأسّ ،
والشرع كالبناء ، ولن يثبت بناء ما لم يكن أسّ ، ولن يغني أسّ ما لم يكن بناء.
وأيضا : العقل
كالبصر ، والشرع كالشعاع ، ولن ينفع البصر ما لم يكن شعاع من خارج ، ولن يغني
الشعاع ما لم يكن بصر ، فلهذا قال تعالى : (قَدْ جاءَكُمْ مِنَ
اللهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ* يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ
سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ) .
وأيضا : فالعقل
كالسراج ، والشرع كالزيت الّذي يمدّه ، فما لم يكن زيت لم يشعل السراج ، وما لم
يكن سراج لم يضىء الزيت ، وعلى هذا نبّه بقوله تعالى : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ
مَثَلُ نُورِهِ) إلى قوله : (نُورٌ عَلى نُورٍ) .
وأيضا : فالشرع
عقل من خارج ، والعقل شرع من داخل ، وهما
__________________