يخلوبهم ، ويقوله
في آذانهم ، كما فعل بأمير المؤمنين عليهالسلام ، وأخبر عنه الأمير بقوله : «تعلّمت من رسول الله صلىاللهعليهوآله ألف باب من العلم ، ففتح لي بكلّ باب ألف باب» .
وقال عليهالسلام : «اندمجت على مكون علم ، لو بحت به لاضطربتم اضطراب
الأرشية في الطوى البعيدة» .
وسأله كميل بن
زياد النخعي عن الحقيقة ، فقال عليهالسلام : «مالك والحقيقة! قال : أولست صاحب سرّك ، قال : بلى ،
ولكن يرشح عليك ما يطفح منّي ، ثمّ أجابه عمّا سأل» .
وروى كميل : أنّه عليهالسلام أخذ بيدي ، فأخرجني إلى الجبّان ، فلما أصحر تنفّس
الصّعداء ، ثمّ قال لي : «يا كميل بن زياد ، إنّ هذه القلوب أوعية ، فخيرها أوعاها
، فاحفظ عنّي ما أقول لك : الناس ثلاثة : فعالم ربّاني ، ومتعلّم على سبيل النجاة
، وهمج رعاع ، أتباع كلّ ناعق ، يميلون مع كلّ ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم
يلجأوا إلى ركن وثيق ـ إلى أن قال ـ : ها إنّ ههنا لعلما جمّا ـ وأشار إلى صدره ـ لو
أصبت له حملة ، بلى أصبت لقنا غير مأمون عليه ، مستعملا آلة الدين للدنيا ،
ومستظهرا بنعم الله على عباده ، وبحججه على أوليائه ، أو منقادا لحملة الحقّ ، لا
بصيرة له في أحنائه ، ينقدح الشكّ في قلبه لأوّل عارض من شبهة ألا لا ذا ولا ذاك ، أو منهوما باللذّة ، سلس القياد للشهوة ،
أو مغريا
__________________