فمن ذلك ما رواه الحميدي في الجمع بين الصحيحين في مسند المغيرة ابن شعبة في الحديث الثامن من المتفق عليه قال : سمعت النبي " ص " يقول إن كذبا علي ليس ككذب على أحد ، فمن كذب على متعمدا فليتبوء مقعده من النار.
ومن ذلك ما رواه الحميدي في كتابه أيضا في مسند طلحة بن عبد الله في الحديث الثالث قال : سمعت رسول الله " ص " يقول من كذب على متعمدا فليتبوء مقعده من النار.
ورواه أيضا سلمة بن أكوع في الحديث الأول من أفراد البخاري ، وذكر أيضا في مسند علي بن أبي طالب عليه السلام في الحديث الرابع عشر ، ورواه أيضا في مسند أبي سعيد الخدري في الحديث الرابع من أفراد مسلم.
فكيف جمعوا بين تصحيح الدم لخليفتهم عمر وبين مدحه على وجوه متضادة وأمور متناقضة؟ فليتهم حيث عرفوا أنه بتلك الصفات المذمومات وشهدوا عليه بهذه الشهادات لم يستخلفوه ، وإنهم حيث استخلفوه لا يروون عنه ما ينفر عنهم وعنه.
إبداع عمر وقوله نعمت البدعة
ومن طرائف ما رأيت من تغيير عمر خليفتهم لشريعة نبيهم ما ذكره الحميدي في الجمع بين الصحيحين في مسند أبي هريرة في الحديث الثامن والثمانين من المتفق عليه قال : كان رسول الله " ص " يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة فيقول : من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، فتوفي رسول الله " ص " والأمر على ذلك، ثم كان الأمر على
__________________
(١) رواه مسلم في صحيحه : ١ / ١٠.