٢٥ ـ ومن كتاب أبي عبد الله محمد بن علي السراج في تأويل هذه الآية بإسناده إلى عبد الله بن مسعود أنه قال : قال النبي (ص) يا بن مسعود أنه قد أنزلت علي آية " واتقوا فتنة " (١) الآية ، وأنا مستودعكها ، ومسم لك خاصة الظلمة ، فكن لما أقول لك واعيا وعني له مؤديا ، من ظلم عليا مجلسي هذا كمن جحد نبوتي ونبوة من كان قبلي. فقال له الراوي : يا أبا عبد الرحمان أسمعت هذا من رسول الله (ص)؟ قال : نعم. قال قلت : فكيف وليت للظالمين؟ قال : لا جرم جلبت عقوبة عملي ، وذلك أني لم أستأذن إمامي كما استأذنه جندب وعمار وسلمان ، وأنا أستغفر الله وأتوب إليه (٢)
نزول قوله تعالى
(ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله)
في علي عليه السلام
٢٦ ـ ومن ذلك ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده في حديث طويل يرويه عن عمر بن ميمون يشتمل على عشرة مناقب لعلي بن أبي طالب عليه السلام شهد له بها النبي (ص) يقول في بعضه في تفسير قوله تعالى " ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد " (٣) قال : وشرى علي نفسه لبس ثوب رسول الله (ص) ثم نام مكانه. قال : وكان المشركون يتوهمون أنه رسول الله ، ثم قال فيه : وجعل علي يرمي بالحجارة كما كان يرمي نبي الله وهو يتضور قد لف رأسه بالثوب لا يخرجه حتى أصبح ، ثم كشف رأسه فقالوا : لما كان صاحبك
__________________
(١) الأنفال : ٢٥.
(٢) البحار : ٣٨ / ١٥٦.
(٣) البقرة : ٢٠٧.