البحث السادس
في تعيين الأئمة عليهمالسلام
الإمام الحق بعد رسول الله عليهالسلام علي عليهالسلام ، ويدل عليه وجوه :
الأوّل : أن الإمام إن كان واجب العصمة كان الإمام هو علي عليهالسلام والتالي كالمقدم حق.
بيان الشرطية أن أبا بكر والعباس لم يكونا معصومين اتفاقا ، فلو لم يكن علي عليهالسلام هو الإمام لخلا الزمان من إمام وهو باطل لما تقدم ، ولأن الناس قائلان : موجب للعصمة وناف لها ، وكل من اعتبرها قال الإمام هو علي عليهالسلام ، ومن نفاها قال إنه أبو بكر والعباس ، فلو اعتبر وقلنا بإمامة غير علي عليهالسلام كان خرقا للإجماع وهو باطل ، وأما بيان صدق المقدم فقد مضى.
الثاني : النقل المتواتر عن الرسول عليهالسلام بالنص الجليّ ، فإن الشيعة مع كثرتها وتفرقها في البلاد يتناقلون خلفا عن سلف أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : يا علي أنت الخليفة من بعدي (١) ، سلموا عليه بإمرة المؤمنين واسمعوا له واطيعوا (٢).
__________________
(١) روي هذا الحديث باسانيد والفاظ مختلفة ، من جملتها ما نقله الشيخ الحر العاملي وهذا نصه : قال رسول الله (ص) : يا علي انت امام امتي والخليفة عليها من بعدي (اثبات الهداة ج ٢ ص ٩٦).
(٢) روى هذا الحديث أيضا باسانيد مختلفة ، من جملتها ما رواه الشيخ المفيد في (الارشاد ج ١ ص ٤٨) عن بريدة بن الخصيب عن النبي قال : سلموا علي عليّ بامرة المؤمنين ، ونقل الحر العاملي عن أبي ذر قال : أمرنا رسول الله (ص) أن نسلم على امير المؤمنين علي بن ابي طالب